اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 31
تعارف أرواح الرجال إذا التقوا، ... فمنهم عدو يتقى، وخليل
وكان يقال: المودة قرابة مستفادة. وقيل لخالد بن صفوان: أخوك أحب إليك أم صديقك؟ فقال: إن أخي إذا كان غير صديق لم أحبه. وروينا عن واصل مولى ابن عيينة قال: كنت مع محمد بن واسع بمرو، فأتى عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان، فقال عطاء لمحمد: أي عمل في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان، إذا اصطحبوا على الأمن والتقوى، فحينئذ يذهب الله بالحلف من بينهم، فواصلوا وتواصلوا.
وروي عن بشر بن السري قال: ليس من البر أن تبغض ما أحبه حبيبك. وقال عبد الله بن صالح: اجتمعت أنا ومحمد بن نصر الحارثي وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض، فصنعت لهم طعاماً، فلم يخالف محمد ابن نصر علينا في شيء أصلاً، فقال له عبد الله: ما أقل خلافك! فقال محمد:
وإذا صاحبت، فاصحب ماجداً ... ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشيء: لا، إن قلت: لا، ... وإذا قلت: نعم، قال: نعم
وقال آخر:
هموم رجال في أمور كثيرة، ... وهمي من الدنيا خليل مساعد
إذا غبت عنه لم أغب عن ضميره، ... كأني مقيم بين عينيه شاهد
نكون كروح بين جسمين فُرقاً، ... فجسماهما جسمان والروح واحد
وأنشدني آخر:
وإلفين كالغصنين ضمهما الهوى، ... فروحاهما روح، وقلباهما قلب
إذا غاب هذا ساعة عن خليله، ... تجلاه يوماً، عند فرقته، كرب
فيا من رأى إلفين صانا هواهما، ... فهذا بذا صبٌّ، وهذا بذا صبُّ
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 31