اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 240
أنا غريقٌ في بحار الهوى ... شبهُ قتيلٍ في سبيل اللهِ
وأخبرني من رأى على جبين جارية نخّاسٍ مكتوباً في سطرين:
إذا حُجبت لم يكفكَ البدرُ فَقدَها ... وتكفيك فقْد البدرِ إن حُجب البدرُ
وحسبُكَ من خمرٍ تفوتُكَ ريقُها ... ووالله ما من ريقِها حَسبُكَ الخمرُ
وقال عليّ بن الجَهم: رأيتُ على خدّ جاريةٍ لفاطمة بنتِ محمد بن عِمران الكاتب مكتوباً بالمِسك:
رضيتُ على رُغمي بحبّكِ فاعدلي ... ولا تُسرفي إذْ صار في يدكِ الحُكْمُ
متى يَظفر المظلوم منكِ بحقّهِ ... إذا كنت قاضيه وأنتِ له خَصْمُ
قال المازني: كان على جبين جارية شَريط مكتوبٌ بالغالية:
صَرَمتْني ثمّ لا كلّمتني أبداً ... إن كنتُ خُنتكَ في حالٍ من الحالِ
ولا هَمَمْتُ ولا نفْسي تحدّثني ... قلبي بذاك ولا يجري على بالِ
وقال الجاحظ: كتب مؤلَّف جارية الصخري على جبينها:
ومحسودةٍ بالحُسن كالبدر وجهها ... وألحاظُ عينيها تَجور وتَظلمُ
ملكتُ عليها طاعةَ الشوقِ والهوى ... وعلّمتُها ما لم تكُن منه تعلَمُ
قال: وقرأتُ على جبين قَينةٍ بالعسكر، مكتوباً بغالية وعنبر:
يا قمراً لاحَ في الظلامْ ... عليكَ من مُقلتي السلامْ
وكتبت ظَلومُ على جَبينها بالمِسْكِ:
العينُ نفقدُ من تهوى وتُبصره ... وناظرُ القلب لا يَخلو من النَّظَرِ
وظَلوم هذه كان يحبّها العبّاس بن الأحنف وفيها يقول:
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 240