اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 194
عبد الله بن هَشيم عن مُغيرة عن إبراهيم قال: النظر في مرآة الحجّام دناءةٌ.
وحدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن راشد بن سعيد عن عِكرمة عن ابن عباس قال: من قلّة مُرُوّة الرجل نظره في مرآة الحجّام، واطلاعه في بيت الحائك. وقد ينبغي للظريف أن يدخل الحمّام على خَلوةٍ، لئلا ينظر فيه إلى سَوءةٍ، ولا يمدّ عينه إلى أحد، ولا يُعلّق ثوبه على وتد، ولا يُدلّي رجله في البئر التي ينصبّ إليها الماء، فإن ذلك مما يفعله الأدنياء، ولا يَدلُك يديه بخرقةٍ، فإن ذلك مما يستعمله السخفاء، ولا يتمرّغ على حرارة أرض الحمّام، فإن ذلك مما يفعله سِفلة العوامّ، بل ينبغي له أن يَدخله مُتّزراً، ويقعد فيه معتزلاً، ولا يقعد مستوفزاً على رجله، فإن ذلك طَعْن على عقله، ولا يميل مضطجعاً، بل ينتصب متربعاً، حتى إذا نضب العرق من بدنه، وتحدّر على جسده، وكان عرقه بين الكثير والقليل، نشّفه عن بدنه بمنديلٍ، ثم دعا لرأسه بالغَسول، والأُشنان، فإن كان من أهل المُرُوّات والنعم، وأهل البُيُوتات والقدر ممن لا يُنسب في فعله إلى شيء ليس من شكله، فليبتدئ دخوله الحمّام بالإمساك عن الكلام، والتجرّع من الماء الحارّ ثلاث جُرعٍ، وليقعد للعرق فوق نِطْعِ، حتى إذا عرق بدنه، وجمع عرقه فوزنه، وهذا الفعل لا يُصلح إلا لذي نعمةٍ، أو شريفٍ، أم متأدّب فيلسوف، وأما سائر الناس من أهل الظرف، فإنهم يُنسَبون بهذا الفعل إلى السُّخف.
ولا ينبغي لظريفٍ أن يمشي بلا سراويل، ولا يتّزر بمنديلٍ، ولا يمشي
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 194