اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 14
يذهب المروءة، ويوغر الصدر.
وقال بعض الشعراء:
مازح أخاك إذا أردت مزاحاً، ... وتوق منه المزاح جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحة ... كانت لباب عداوة مفتاحا
وقال عمر بن عبد العزيز: امتنعوا من المزاح تسلم لكم الأعراض. قال خلف بن صفوان: المزاح سباب النوكى.
وقال محمود الوراق:
تلقى الفتى أخاه وخدنه ... في لحن منطقه بما لا يغفر
ويقول: كنت ممازحاً وملاعباً ... هيهات نارك في الحشا تستسعر
ألهبتها وطفقت تضحك لاهياً، ... عما به، وفؤاده يتفطر
أو ما علمت، ومثل جهلك غالب، ... أن المزاح هو السباب الأصغر؟
وقال بعض الحكماء: الخصومة تمرض القلوب وتثّبت فيها النفاق. والمزاح يذهب ببهاء العز.
وحدثني الباغندي قال: حدثنا الحميدي عن سفيان عن ابن المنكدر قال: قالت لي أمي: يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عليهم. وقد كانت أدركت النبي، صلى الله عليه وسلم.
وأوصى يعلى بن منبه بنيه فقال: يا بني، إياكم والمزاح فإنه يذهب بالبهاء، ويعقب الندامة، ويزري بالمروءة.
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 14