responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء    الجزء : 1  صفحة : 103
وما زال قلبي للتفرّق بائناً، ... فقلبي لما قد قرّب الله ساكنُ
ليهنِكِ أني لم أجد منك سَخطةً، ... وأنك قد جَلّت عليك المحاسنُ
وأنك ممن زيّن الله أمرها، ... وليس لما قد زيّن الله شائنُ
فلن تزل عنده، حتى قُتل يوم الطائف، رُمي بسهم فمات، فجزعت عليه جزعاً شديداً وقالت ترثيه:
أآليتُ لا تنفكّ عيني حزينةً ... عليك، ولا ينفكّ جِلدي أغبرا
فلله عينا من رأى مثله فتىً ... أشدّ، وأحمى في الهياج، وأصبرا
إذا أُشرِعت فيه الأسنّة خاضها ... إلى الموت، حتى يترُكَ الرمح أشقرا
ثم خطبها عمر بن الخطاب، فتزوّجها، فأولم عليها، ودعا أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له علي بن أبي طالب: ائذن لي لأُدخِل رأسي إلى عاتكة أكلّمها؛ قال: افعل، فأدخل رأسه إليها فقال: يا عُديّة نفسها! أهكذا كان قولك:
أآليتُ لا تنفكّ عيني سَخينةً ... عليك، ولا ينفكّ جلدي أغبرا!
فبكَت، فقال له عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟ فغفر الله لك، أنهنّ يفعلن هذا، قال: أردتُ أن أُعلمها أنه لا عهد لهنّ، فمكثت عنده، حتى قُتل أبو لؤلؤة، فقالت ترثيه:
عينِ جودي بعبرةٍ ونحيبِ ... لا تَملّي على الأمير النجيب
فجعتني المَنونُ بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتأتيبِ
عصمة الله، والمُعين على الده ... ر، غياث الملهوف والمكروبِ
قل لأهل البأساء والضُّرّ: موتوا، ... قد سقته المنون أمُّ الرقوب

اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست