responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسيط في تراجم أدباء شنقيط المؤلف : الشّنْقِيطي، أحمد بن الأمين    الجزء : 1  صفحة : 67
المكتوب، فظن أن المكتوب فيه سلام على الأمير لا غير، فلما ناوله إياه أمر من يقرأه، فإذا فيه:
إنْ يمنع الله رزق العبد ينزله ... ضيفاً لدى نجل جَيْرِفِّينَ ذي البقر
أهدى إليه بنا عوز الكرام وما ... لاقَتْ نجائبُنا مِنْ شِدَّةِ السَّفر
لم يأتنا بفراش لا ولا بقرىّ ... ولم يُسلّمْ ولم يسألْ عن الخبر
فباتَ ملآنَ بطنٍ حولنا ولنا ... مبيت موسى كليمِ الله والخضرِ
فلما قرئت الأبيات، ضحك الناس ممن يحمل هجو نفسه إلى أمير فهذه الصحيفة مثل صحيفة المتلمس، وكان لابن جيرفين هذا، ابن عم يملك الإبل، فلما سمع الأبيات قال: الحمد لله على أن لم يقل ذي الإبل. وقال أيضا يرحب بأحد أفاضل قبيلته قادما من الحج:
وافى الهمام فتاه الدهرُ وابتهجا ... وانْزَاحَ همُوم النفس وانفرجا
لم يأتِ دهر لعمري قبلَ حَجتهِ ... بحجَّةٍ أشبهتْ أيَّامها حِجَجا
وافى فزاد به الرحمان شانِئَنا ... كَرْباً وكان لنا من كربنا فرجا
وافى وقد شادَ من بنيان والدِهِ ... والعمِّ وانتهَجَ النَّهْج الذي ابتَهَجا
قومٌ شِعارُهُم قدماً ودَيْدَنُهمْ ... في اللهِ أن يبذلوا إلأرواح والمُهَجَا
قد وجَّهَ العِيسَ نحو البيتِ تمرح في ... فِيح الفلا والخلايا تعبر اللُّججَا
تَقْتَادهُ همة قُصوى ويَجْذِبهُ ... شوقٌ حَوى الصد منه لوعةً وشجَا
لم يثن همتهُ ظِلُّ البيوتِ ولا ... بيضُ العوارض تجلو الظَلْمَ والفَلَجا
مضى مُذِيلاً لحرّ الشمسِ وجْنَتهُ ... وللموامي إذا الليلُ البهيمُ دَجا
حَتى قضى ما انْطَوى في النفس من أربٍ ... وتمّ ما قد رجا يا نعمَ ذاك رجا
فقرَّتِ العينُ إذا ألقى عصاه لدى ... حيث الإِلهُ يحطُّ الوِزرَ والحرجا
وطابتِ النفس منه حين فاحَ لهُ ... من طيبِ طيبة أذكى فائحٍ أرَجا

اسم الکتاب : الوسيط في تراجم أدباء شنقيط المؤلف : الشّنْقِيطي، أحمد بن الأمين    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست