ولا يعترض علىّ معترض، بأن المترجم من أهل بارك الله، لان القبيلتين كالشيء الواحد، وجدهما يعقوب، فهما كالفخذين.
شعراء بني ديمان
محمد بن سعيد الديماني
يعرف بمحمذ (بالذال المعجمة) اليدالي، أحد العلماء الأعلام، والغطارفة الكرام، وتقدم إنه أحد الأربعة، الذيم لم يبلغ مبلغهم أحد في العلم في ذلك القطر. كان مشهورا بالفهم والحفظ والصلاح. وله التآليف المشهورة، منها: تفسيره الكبير، وسماه (الذهب) وكتاب (شيم الزوايا) وغير ذلك. ويقال: إنه ما ألف كتابا إلا على إثر طرب وقع له. وكان مدَّاحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانفق إنه كان في أرض ابن هيب، أحد رؤساء العرب، وكان له مدّاحون يمجدونه على عادة رؤساء حسّان، فسمع ما يقولون فيه، فقلبه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك ابن هيب، فغضب منه، وأحضره وسأله عما بلغه، فقال قلبته فيمن هو خير منك، فلما أنشده مقالته الآنية سكن غضبه، وأذعن للحق، وكان جبارا، ومما كان يمجد به ابن هيب:
خبط نَخْبَطْهَ ... لاهِ نَنْصَحْهَ=أُبَحِبْرْ أنْفَعْهَ=يَوْمَ القيام
يعني بالخبطة: خبطة الوتر، وهذا النوع يسمى لغن، كما نقدم، وهذه منظومة اليدالي:
صلاة ربي ... مع السلام=على حبيبي=خَيْرِ الأنام
بادي الشَّفُوفِ ... داني القُطوفِ=بَرٍّ عَطوفِ=ليْثٍ هُمام
ذاك النبيُّ ... الهاشميُّ=ذاك العليُّ=الهادي التَّهام
ذاك الرفيعُ ... الغَوْث المنيعُ=ذاك الشفيعُ=يومَ القيام
عينُ الكمالِ ... عينُ الجمالِ=قُطبُ الجلالِ=قُطبُ الكرام