وقد رأيت له مقطعة ومطلعها:
ما مثلها من عتاق شعشعانات
إلى أن يقول:
أدمانة من بني المبروك حمّ لنا ... منها لعمري إدْمانُ الصَّباباتِ
ورأيت له رائية جيدة، في مدح أحد الأشراف، وليس في حفظي منها شيء. ومن أبياته التي يمرن بها صغار الطلبة، قوله:
قد غادروا نحيتي من بعد ما ملئت ... ملوية ضربوا ملوية جدُدَا
فملوية الأولى: خبر غادروا، والثانية، عن مصدر ضربوا، أي سياطا ملوية. فإن آلة المصدر تنوب عنه، كما نص عليه النحاة. وله أيضا:
الحقُّ أبلجُ حقاً والخفا بَرِحا ... والصبحُ أفصحَ إلا إنه وضَحَا
الناس تعلمنا والناس تعلمكمْ ... والناس تعلم منّا اللكن والفصحا
والناس تعلمنا والناس تعلمكمْ ... من غشَ جاراته منا ومن نصحا
وهذا ما تيسر لي من أشعاره الآن، وله قصائد فيما وقع بينه وبين ابن بون، ومع أدييج الكميلي وغيرهما، وقد رأيت له نظما في حجم مجلد وسط، جمع فيه
الأجوف والناقص، وسماه: بعج بطنه. وبالجملة فإنه من مشاهير فطاحل أرض شنقيط في فنون كثيرة.
لِمْجَيْدري بن حبيب الله
واسمه محمد، ويقال له محمذ - بالذال المعجمة - مصحف محمد، هو العالم الوحيد الذي ما له من نديد. قيل إنه أحد أربعة، لم يبلغ أحد في ذلك القطر مبلغهم، وهم: ابن رازكه المترجم أوَّل الكتاب، ثم ابن الحاج إبراهيم، الذي تقدّمت ترجمته ايضا، ومحمد اليدالي الآني في موضعه. هكذا قالوا.
وكان المختار بن بون، أحق بكونه في موضعه، لأنه أستاذه: ولأن المحققين يقولون: إن الحق مع ابن بون في المسائل التي خالفه فيها، ولا شك إنه كان من