الأديب الأستاذ أبو عبد الله محمد ابن رافع رأسه
رفع في التوشيح رايته، وبلغ منه غايته، واستوفى أمره ونهايته، فجلا برائق مبانيه، أنوار معانيه، فجاءت ألفاظه يرف روتفها، ويشف تأتفها، أن مدح جاءت المدائح إليه تترى، أو تغزل رأيت جميلا بوادي القرى، جدد بني ماء السماء المتقدمين في التمييز وانضوى به إلى الملوك والتحييز، من سبقه في البلاغة موصوف. . . معروف، وهاك من بدائعه ما هو عذب زلال، وسحر حلال، فمن ذلك قوله:
قد كنت في عدن فاختلت وألهفي ... كأن إبليس قد وشى إلى إلفي
واصل إيحاشي ... من عهده أنس
بدر بدا ماشي ... كي يكسف الشمس
فإن وشى واشي ... يا حبيب النفس
عودت من ظني بخليلك المصفي ... من نعمة بؤسا وسعيت في حتفي
الخلف للوعد ... ناقض عرى الود
فأذكر على العهد ... إذ بذلت للعبد
ألفا من العد ... في مقبل الشهد