أبو الوليد يونس بن عيسى المرسي الخباز
عذب سبكه، وراق ترصيعه وحبكه، مع طبع في نظم الكلام سيال، وإلى الإحسان ميال، لم يعرف له في القراءة إدمان ولا إشراف، ولا اشتهر له إلى التعليم اختلاف، وأقدمه على الابتداع وترك التقليد، ذكاء أرهف فؤاده، وأقام في البديهة منآده، وهاك من توشيحه ما تجتنبه بديعا، وتحتليه صريعا، فمن ذلك قوله:
مطمعي بالوصال منه غدا ... أين مني غد
عمري اليوم دونه نفدا ... كاد أن ينفد
علم الله ما بسطت يدا ... وأنا لي يد
جزعي قد أتى على صبري ... فحلا الموت لي ليتني مت أو فما عذري لِمَ لَمْ أَفعل
همت والمجد أن يُرى مثلي ... هام في مثله
أجري فيه ومنتهى خيلي ... كان من أجله
ما على من صبا من العذل ... حين لم يسله