responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 81
بطن أخيك، فسقاه فبرئ كأنما ذل من عقال، وحملوا قوله عليه السلام: صدق الله، على قوله تعالى [فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ]، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وكذب بطن أخيك، أنه علم بنور الوحي أن ذلك العسل سيظهر نفعه، فلمَّا لم يظهر نفعه في الحال كان على بيّنة من شفائه، فقال: كذب بطن أخيك.
فإن قيل: كيف يكون العسل شفاء للناس، وهو مُضرّ بالصفراء، مهيّج للمرارة؟ فالجواب أنه تعالى لم يقل شفاء لكل الناس، ويكفي منه أنّ كلّ معجون مركّب لم يكن تمامه إلاّ بالعسل، والأشربة المتخذة منه للأمراض البلغمية عظيمة النفع، فقد حصل فيه شفاء للناس، وذهب قوم من أهل الجهالة أنّ المراد بهذه الآية أهل البيت.
وهذا المعنى الذي في بيت الطغرائي حسن، كأنه يقول إنّ الذي يُطعن بالرماح متى ارتشف شربة واحدة من ريق هذه الفتيات اللاتي في الحي شفي، وذهب عنه الألم، إمَّا لآنه يذهل عن الألم / بلذة يجدها في رشف ريقهن، وإمَّا بالخاصية التي في العسل، والأول [47 ب] أشعر وأغزل، وقد اشتهر تشبيه الريق عند الشعراء بالراح والعسل، قال عرقلة ([1]):
(من الخفيف)
بابِلِيُّ اللِحاظِ في كُلِّ عُضوٍ ... لي مِن قَوسِ حاجِبَيهِ سِهامُ
حَرَّموا ريقَهُ عَلَيَّ وَلَكِن ... صَدَقَ الشَرعُ ما تَحِلُّ المُدامُ
وقال أبو إسحاق الصابئ: (من الرمل)
بأبي مبسمٌ إذا لاحَ أهدي بُرُداً ينفع الجوانح بردا (2)
شهد اللثم صادقاً وهو عدل ... أنّ في ثغرها رحيقا وشهدا
وقال بشار بن برد [3]: (من البسيط)
يا أَطيبَ الناسِ ريقاً غَيرَ مُختَبَرٍ ... إِلّا شَهادَةَ أَطرافِ المَساويكِ
قَد زُرتِنا مَرَّةً في الدَهرِ وَاحِدَةً ... عودي وَلا تَجعَليها بَيضَةَ الديكِ
وقال البهاء زهير [4]: (من الطويل)
فُتِنتُ بِهِ حُلواً مَليحاً فَحَدِّثوا ... بِأَعجَبِ شَيءٍ كَيفَ يَحلو وَيَملَحُ
وَقَد شَهِدَ المِسواكُ عِندي بِطيبِهِ ... وَلَم أَرَ عَدلاً وَهوَ سَكرانُ يَطفَحُ
وقال ابن الساعاتي [5]: (من الكامل)

[1] عَرقَلَةِ الكَلبِيّ 486 - 567 هـ / 1093 - 1171 م
حسان بن نمير بن عجل الكلبي أبو الندى. شاعر من الندماء، كان من سكان دمشق واتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي فمدحه ونادمه ووعده السلطان بأن يعطيه ألف دينار إذا استولى على الديار المصرية، فلما احتلها أعطاه ألفين فمات فجأة قبل أن ينتفع بفجأة الغنى. ديوانه (م).
(2) البيتان في الغيث المسجم 1/ 447
[3] ديوانه (م).
[4] ديوانه (م).
[5] ديوانه (م).
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست