اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 77
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
ثم اعلم أنّ قول أرسطو المذكور هو خاصة من خواص العشق، والتحقيق أنّ العشق أعم من ذلك، لأن الرئيس أبا علي بن سينا في رسالته في العشق [ذكر] أنه سارٍ في جميع الموجودات المجردات، والفلكيات، والعنصريات، والمعدنيات، والنباتات، والحيوانات، حتى أنّ أرباب الرياضة قالوا: الأعداد المتحابة، واستدركوا ذلك على إقليدس، فقالوا: فاته ذكر ذلك، ولم يذكره، وهي المائتات، والعشرون، عدد زائد أجزاؤه أكثر منه، وإذا جُمِعَت كانت مائتين وأربعة وثمانين، بغير زيادة ولا نقصان، والمائتان والأربعة والثمانون عدد ناقص، أجزاؤه أقل منه، وإذا جمعت كانت جملتها مائتين وعشرين/ فكلٌّ [من] [44 ب] العددين المتحابين أجزاؤه ثل الآخر، بيان ذلك أنّ العدد التام هو الذي إذا اجتمعت أجزاؤه البسيطة الصحيحة كانت مثله وهو ستة؛ فإنّ أجزاءها البسيطة الصحيحة إنما هي النصف وهو ثلاثة، والثلث وهو اثنان، والسدس وهو واحد، ومجموع ذلك ستة، والعدد الناقص ما إذا اجتمعت أجزاؤه البسيطة الصحيحة كانت جملتها أقل منها، وهو ثمانية، فإنما أجزاؤها إنما هي النصف، وهو أربعة، والربع وهو اثنان، والثمن وهو واحد، ومجموع ذلك سبعة، وهي أقلّ من العدد المذكور، والعدد الزائد ما إذا اجتمعت أجزاؤه زادت عليه وهو اثنا عشر، فإن له النصف ' وهو ستة، والثلث وهو أربعة، والربع وهو ثلاثة، والسدس وهو اثنان، ونصفه (1)
وهو واحد، ومجموع ذلك ستة عشر، وهو يزيد على الأصل، فالمائتان والعشرون لها نصف، وربع، وخمس، وعُشر، ونصف عُشر، وجزء من أحد عشر، وجزء من اثنين وعشرين، وجزء من أربعة وأربعين، وجزء من خمسة وخمسين، وجزء من مائة وعشرة، وجزء من مائتين وعشرين، وجملة ذلك من الأجزاء البسيطة مائتان وأربعة وثمانون [وهي] ليس لها إلاّ نصف، وربع، وجزء من أحد وسبعين، وجزء من مائة واثنين وأربعين، وجزء من مائتين وأربعة وثمانين، فقد ظهر بهذا المثال تحاب العددين، وأصحاب الخواص يزعمون أنّ لذلك خاصيّة عجيبة في المحبة إذا جعل هذا العدد الأقل، والعدد الأكثر في شيء من المأكول، وأكلَ المحب الأكثر، وأطعم الأقل لمن يريد محبته [2]، ويجمع هذين العددين قولك: فرد كر.
قال الشارح: وكنت قد بخلت بهذه الفائدة أن أودعها هذا الكتاب، ثم رأيت إثباتها فيه، قال: وقد وصف الله تعالى نفسه بالمحبة / فقال [يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ] [3]، وأمَّا العشق فلم يرد [45 أ]
(1) يعني نصف السدس .. [2] تمام الكلام: فإن المحبوب يحبه أكثر مما كان ذاك يحبه. الغيث المسجم 1/ 428 [3] المائدة 54
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 77