responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 60
وإن سألته أعطاك، وإن سكتَّ عنه ابتداك وإنْ نزلت بك إحدى الملمات [1] واساك، مَنْ لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق.
قال الشارح: وذكرت بوصية علقمة لولده قول الفضل بن عبد الرحمن لرقيّة بنت عتبة بن أبي لهب: انظري لي امرأة معروفة النسب، كريمة الحسب، فائقة الجمال، مليحة الدلال، إن قعدت أشرفت، وإنْ قامت أضعفت، وإنْ مشت ترقرقت، تروع من بعيد، وتفتن من قريب، تسرّ مَنْ عاشرت، وتُكرم مَنْ جاورت، وتبدُّ من فاخرت، ودودا ولودا، لا تعرف أهلها، ولا تسرّ إلاّ بعلها، فقالت له: يا ابن العم، أخطب هذه من ربِّك في الآخرة، فإنك لا تجدها في الدنيا.
قال أبو موسى المكفوف لنخّاس: اطلب لي حمارا ليس بالصغير المحتقر، ولا بالكبير المشتهر، إن خلا الطريق تدفّق، وإن كثر الزحام ترفق، لا يصدم بي السواري، ولا يدخلني تحت البواري، إنْ أكثرت علفه شكر، وإن قللته صبر، وإن ركبته هام، / [2] وإن ركبه غيرك نام، فقال له النخاس: اصبر أعزك الله، عسى أن يُمسخ القاضي حمارا فتصيب حاجتك.
وعلى الصحيح فالكمال معدوم إلاّ في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا بدّ في الإنسان من لو ولولا، ومَنْ كانت ماهيته متضادة فالنقص به أولى، وما سلك الصواب صديق إلاّ ونُكِب، فلا تغترّ، أي الرجال المهذب ([3]
ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها [4].
ولوِ انتقَدْتَ بَني الزّما ... نِ وجَدتَ أكثرَهُم سقَطْ (5)
وقد هوّن الأمر في الصحبة مؤيد الدين الطغرائي رحمه الله في قوله [6]: (من الوافر)
أخاكَ أخاكَ فهو أجَلُّ ذُخْرٍ ... إِذا نابَتْكَ نائبةُ الزمانِ
وإن رابتْ إساءتُه فَهبْهَا ... لما فيه من الشِّيَمِ الحِسَانِ
تُريدُ مهذَّباً لا عَيْبَ فيهِ ... وهل عُودٌ يفوحُ بلا دُخَانِ
وقال أيضا وإن لم يكن من الباب [7]: (من البسيط)
غايِظْ صديقَكَ تكشفْ عن ضمائِرِه ... وتَهْتِكِ السِتْرَ عن محجوبِ أسرارِ

[1] كتبت: المهمات، وما أثبتناه من الغيث المسجم 1/ 333
[2] من هنا تبدأ الصفحة [27 ب] في المخطوطة ب.
[3] من بيت للنابغة الذبياني، وتمامه: وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ ... عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
ديوانه , ص 18.
[4] صدر بيت من الطويل لعلي بن الجهم، وتمامه: وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها ... كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ
ديوانه / (م).
(5) للحريري من مجزوء الكامل، انظر المقامة الشعرية.
[6] ديوانه، ص 394
[7] ديوانه، ص 164
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست