اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 35
وقال ابن المعتز [1]: (من المتقارب)
إِذا كُنتَ ذا ثَروَةٍ في الورى ... فَأَنتَ المُسَوَّدُ في العالَمِ
وَحَسبُكَ مِن نَسَبٍ صورَةٌ ... تُخَبِّرُ أَنَّكَ مِن آدَمِ
وما يبعد أنّ الطغرائي رحمه الله كان ذا نفس شريفة سخيّة، وهمة عالية، يؤثر المال؛ لينفقه في مصارفه.
ومن شعر الناظم [2] رحمه الله تعالى: (من الطويل)
سأحجُبُ عنّي أُسرتي عند عسرتي ... وأبرز فيهم إِنْ أصبت ثراءَ
ولي أُسوةٌ بالبدر يُنفق نورَه ... فيخفَى إِلى أن يستجدَّ ضياءَ
وهذه نفوس الأشراف، تظهر عند الثروة، طلبا للإنفاق، وتخفى عند الفقر، طلبا لكتمان حالها، فلا يكلف الناس سؤالا.
ولمّا أنشد الغزالي البيت المشهور [3]: (من الكامل)
خلتِ الديار فسدتُ غير مُسَوَّدِ ... ومن الشقاء تفَرُّدي بالسؤدَدِ
قلت: وهذا البيت أنشده المستظهري [4] لمَّا ولي تدريس النظامية، وهو لسفيان الثوري، وعلم أنه لم يترفع إنما أراد أنه / تفرد بالسؤدد على زعمهم، وقولهم، فخاطبهم على ما [20 أ] في نفوسهم، قال الرافعي: سمعت الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن القاضي الحسين يقول: أتى القاضي رحمه الله رجلٌ فقال: حلفت بالطلاق أنه ليس أحد في الفقه والعلم مثلك، فأطرق رأسه ساعة ثم قال: هكذا فعل موت الرجال، لا يقع طلاقك، وقول الطغرائي: وأبرز فيهم إن أصبت ثراءً
من قول الآخر، وهو أبو تمام [5]: (من البسيط)
إِنَّ الكِرامَ إِذا ما أَسهَلوا ذَكَروا ... مَن كانَ يَألَفُهُم في المَنزِلِ الخَشِنِ [1] ديوانه، ص 414 [2] ديوان الطغرائي، ص 41 [3] لحارثة بن بدر الغداني، ديوانه / (م). [4] المستظهري: أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي الأصل الفارقي المولد، المعروف بالمستظهري، الملقب فخر الإسلام الفقيه الشافعي، كان فقيه وقته، تفقه أولا بميافارقين على أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني، وعلى القاضي أبي منصور الطوسي، ثم رحل إلى بغداد، وانتهت إليه رياسة الطائفة الشافعية. وصنف تصانيف حسنة، من ذلك كتاب حلية العلماء في المذهب، وذكر فيه مذهب الشافعي، ثم ضم إلى كل مسألة اختلاف الأئمة فيها، وجمع من ذلك شيئا كثيرا وسماه المستظهري لأنه صنفه للإمام المستظهر بالله، وصنف أيضا في الخلاف. وتولى التدريس بالمدرسة النظامية بمدينة بغداد، سنة أربع وخمسمائة إلى حين وفاته، وكانت ولادته في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة بميافارقين. وتوفي في يوم السبت خامس عشري شوال سنة سبع وخمسمائة ببغداد، ودفن في مقبرة باب أبرز، مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد، وقيل دفن إلى جانبه، رحمهما الله تعالى.
الوافي بالوفيات 4/ 219 ـ221 [5] لم أجده في المطبوع من ديوانه، وهو في ديوان كل من: دعبل الخزاعي / (م)، وإبراهيم بن العباس الصولي / (م).
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 35