responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 21
أقمتُ فيها مُضاعاً بين ساكِنِها ... كأنني مصحفٌ في بيت زنديق
وهذا كان شأن العلماء رضي الله عنهم؛ لأنهم لا يقيمون إلاّ في مكان تتروح فيه النفوس، ويزول عنهم فيه الهم والبؤس، كما قال ابن شرف القيرواني [1]: (من البسيط)
وَصَيّر الأَرضَ داراً وَالوَرى رَجُلاً ... حَتّى تَرى مُقبِلاً في الناسِ مَقبولا
وهو مأخوذ من قول الأول [2]: (من البسيط)
شرقٌ وغربٌ تجدْ من غادرٍ بدلاً ... فَالأَرضُ مِن تُربَةٍ وَالناسُ مِن رَجُلِ
وقال مصعب الصقلي [3]: (من الطويل)
إذا كانَ أصْلِي مِنْ تُرابٍ فكلُّها ... بلادِي وكلُّ العالَمينَ أقارِبِي
وقال أبو فراس [4]: (من البسيط)
مَنْ كانَ مثْلِيَ فالدُّنيا له وَطَنٌ ... وَكُلُّ قَومٍ غَدا فيهِم عَشائِرُهُ
/وَما تُمَدُّ لَهُ الأَطنابُ في بَلَدٍ ... إِلّا تَضَعضَعَ باديهِ وَحاضِرُهُ ... [11 أ]
وقال أبو الطيب [5]: (من المنسرح)
إِذا صَديقٌ نَكِرتُ جانِبَهُ ... لَم تُعيِني في فِراقِهِ الحِيَلُ
في سَعَةِ الخافِقَينِ مُضطَرَبٌ ... وَفي بِلادٍ مِن أُختِها بَدَلُ
قال الشارح: وما أعرف أحدا ضمن هذا المثل، أعني: لا ناقة لي في هذا ولا جملي، أمكن، ولا أحسن من قول الشهاب محمود [6]: (من البسيط)
أستغفرُ اللهَ أين الغيثُ منفصلاً ... من برِّه وهو طولُ الدَّهرِ متَّصِلُ
مَن حاتمٌ عدِّ عنه، واطّرحْ فبه ... في الجودِ لا بسواه يضربُ المثلُ
أين الذي بِرُّه الآلافَ يُتبعُها ... كرائمَ الخيلِ ممن جوده الإبِلُ
لو مُثِّلَ الجودُ سرحاً قال حاتمُهم ... لا ناقةٌ ليَ في هذا ولا جملُ
ثم أخذ الشارح يتكلم في التضمين، وينشد شيئا من ذلك، فاخترت من ذلك بيتين للصفي الحلي [7]، وهما: (من الخفيف)

[1] ديوانه (م)
[2] للبحتري، ديوانه 1/ 217، ورواية الديوان:
شَرِّق وَغَرِّب فَعَهدُ العاهِدينَ بِما ... طالَبتَ في ذَمَلانِ الأَنيُقِ الذُمُلِ
وَلا تَقُل أُمَمٌ شَتّى وَلا شِقَقٌ ... فَالأَرضُ مِن تُربَةٍ وَالناسُ مِن رَجُلِ
[3] البيت في الحماسة المغربية، ص 416/ (م)، وقد نسب في كل من نفح الطيب 2/ 109، ووفيات الأعيان 1/ 244 لأبي الصلت أمية بن عبد العزيز.
[4] ديوانه، ص 125، ورواية الديوان:
يُمسي وَكُلُّ بِلادٍ حَلَّها وَطَنٌ ... وَكُلُّ قَومٍ غَدا فيهِم عَشائِرُهُ
وَما تُمَدُّ لَهُ الأَطنابُ في بَلَدٍ ... إِلّا تَضَعضَعَ باديهِ وَحاضِرُهُ
[5] ديوانه 1/ 179 ـ 180، ولم تعيني: لم تعجزني.
[6] الأبيات في الوافي بالوفيات، ص 19018/ (م)، وأعيان العصر وأعوان النصر، 4238 ـ 4239 / (م) , وفي معاهد التنصيص، ص 2251 / (م) البيتان الثاني والرابع.
[7] ديوانه، ص 400
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست