اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 102
اللغة: علله بالشيء لهاه به، كما يُعلل الصبي بشيء من الطعام، والنفس: الروح، والنفس الدم لغة، يقال: سالت نفسه، أي دمه، وله نفس سائلة، أي دم، والآمال: جمع أمل، أرقبها: أرصدها، فسحة الأمل: سعته.
الإعراب: أعلل النفس: فعل ومفعول، بالآمال: الباء فيه للتعدية، وهي متعلقة بأعلل، أرقبها: فعل مضارع مرفوع، ما أضيق الدهر: ما هذه للتعجب، وهي هنا على مذهب سيبويه نكرة غير موصوفة فهي في موضع رفع بالابتداء، وساغ الابتداء بها لأنها في تقدير التخصيص، والمعنى شيء عظيم، مثل: شرٌّ أهرَّ ذا ناب، والدهر: منصوب على التعجب، وهو فاعل في المعنى، لولا: حرف يمتنع به الشيء لامتناع غيره، وهي هنا امتناعية، وقد تكون تحضيضية، كقوله تعالى: [لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ /قَرِيبٍ] [1] [59 أ] وفسحة: مبتدأ ومضاف إليه [2].
المعنى: أمني النفس، وأعللها برقبة الآمال، وانتظار بلوغها، وإدراكها؛ فيتّسع لها ما ضاق عليها من الدهر والعيش، ثم قال: ما أضيق الدهر لولا أنّ فسحة الأمل توسعه، وفي الآمال راحة للنفوس، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأمل راحة لأمتي، لولا الأمل ما أرضعت والدة ولدها، ولا غرس غارس شجرة، ومن هنا قال الحسن: لو عقل الناس وصوّروا الموت بصورته خربت الدنيا، وقال بعضهم: نعم الرفيق الأمل، وإن لم يبلغك فقد آنسك، واستمنعت به، قال أبو دلف [3]: (من الخفيف)
أطيب الطيبات قتل الأعادي ... واختيالي على متون الجياد
ورسول يأتي بوعد حبيب ... وحبيب يأتي بلا ميعاد
وقد أخذ قول الطغرائي العماد الكاتب [4]، وقال: (من الطويل)
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف ... يؤرَّخ فيها ثمَّ يُمحى ويُمحقُ
ولم أَرَشيئا مثل دائرةِ المنى ... تُوسِّعُها الآمالُ والعمرُ ضيقُ
وقال غيره [5]: (من البسيط)
لولا مواعيدُ آمالٍ أعيشُ بها ... لُمتُّ يا أهلَ هذا الحيِّ من زَمنِ
وإنما طِرْفُ آمالي به مرحٌ ... يَجْرِي بِوَعد الأماني مطلقَ الرسنِ
وقال آخر [6]: (من الطويل) [1] المنافقون 10 [2] يعني فسحة مبتدأ وهي مضاف، والأمل مضاف إليه. [3] البيتان في الغيث المسجم 2/ 156 [4] ديوانه (م) [5] نسب في الغيث المسجم 2/ 163 للعفيف إسحاق بن خليل كاتب الإنشاء للناصر داود. [6] نسبها الخالديان في الأشباه والنظائر، ص /724/ (م) لعلي بن محمد بن أحمد القليوبي، وهي في الغيث المسجم 2/ [163 ب] لا عزو.
اسم الکتاب : شرح لامية العجم المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 102