والكلب الذي قد عضه الكلْب الكلِب، أو الذئب الكلب فيخبله، حتى يبول
أمثال الذر على خلقة الجراء، فإن سقي دم شريف برأ - وأنشد الكميت:
أحلامُكُم لِسَقامِ الجَهلِ شافيةٌ ... كما دِماؤكُمُ يُشفَى بها الكلَبُ
فقال البعيث، وهو خداش بن بشر بن خالد بن الحارث بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع، يهجو
جريراً ويجيب الفرزدق:
أهاجَ عليكَ الشَّوقَ أطلالُ دِمنَةٍ ... بناصِفَة الجوَيَّنْ أو جانبِ الهَجلِ
الناصفة المسيل الواسع، والميثاء المسيل فوق الناصفة، والجو ما انخفض من الأرض، وكذلك
الهجل والجمع هجول.
أتى أبَدٌ من دونِ حدثانِ عَهدنا ... وجَرَّتْ عليها كلُّ نافجَةٍ شَملِ
النافجة الريح الشديدة الهبوب، والشمل الشمال، يقال، ريح شمال وشمل وشمأل وشأمل وشمل
وشمول، ويقال شيمل. وأنشد لمالك بن الريب:
ثَوى مالِكٌ ببلادِ العَدُوِّ ... تُسفَى عليهِ رِياحُ الشَّمَلْ
وأنشد للمرار:
بكَفِّكَ صارِمٌ وعليكَ زَغفٌ ... كماءِ الرَّجعِ تَنسِجُهُ الشَّمُولُ
وأبقَى طوالُ الدهرِ مَن عَرصَاتَها ... بقيةَ أرمامٍ كأرديَةِ الطَّبلِ