ويروى قوم. ويروى في الجبال ولا السهل.
فمَهما أعِشْ لا يُضمِنُوني ولا أُضِعْ ... لهم حسَباً ما حرَّكَتْ قدمي نَعلي
الضمن الزمن، والضمانة الزمانة، وهو هاهنا العجز، يقال: أضمنت الرجل إذا وجدته ضمناً، وكذلك
أبخلته إذا أصبته بخيلاً، وأحمدته إذا أصبته محموداً. قال وجاء رجل من الأعراب إلى عيسى بن
موسى وهو يكتب الزمنى فسأله أن يكتبه فقال:
إنْ تكتُبُوا الزَّمنَى فإني لَضَمِنْ ... من ظاهِرِ الدّاءِ وداءٍ مُستَكِنْ
ولا يكادُ يَبرَأُ الداءُ الدَّفِنْ ... أبيتُ أهوى في شياطين تُرِنْ
مُختَلِفٍ نجرَاهُما حِنٍّ وجِنْ ... يَبِتْنَ يَلعبنَ حَوالىَّ الطَّبِنْ
والطبن لعبة يقال لها الفيال وهي السُّدر. قال: والسدر الخليط بالتراب، والحن ضرب من الجن،
قال: وأتى عمرو بن معدي كرب الزبيدي، مجاشع بن مسعود السلمي بالبصرة، فقال له: احملني على
فرس يشبهني وأجزني جائزة تشبهني، فأتاه بفرس، فأخذ عمرو بعكوته ثم غمزه، فأخلده إلى الأرض،
فقال: لا يحملني هذا فأتاه بفرس من خيل كلب، فغمزه فلم يتحلحل، وأمر له بخمسة آلاف درهم
ودرع وسيف وكسوة، فقال: لله أنتم يا بني سليم، لقد شاعرنا كم فما أفحمناكم، وقاتلناكم فما أجبناكم،
وسألناكم فما أبخلناكم.
ولستُ إذا ثِارَ الغُبارُ على امرئٍ ... غداةَ الرِّهانَ بالبِطَيء ولا الوغلَ
الوغل ما جل في الغربال عن الدُّقاق، والوغل الضعيف، والواغل الطفيلي على الشراب والوارش
على الطعام.