- أي أغضبنه - ففض قيده، ثم قال. فقال الفرزدق إذ ذاك، وقد كان الفرزدق قيّد نفسه قبل
ذلك، وحلف أن لا يطلق قيده حتى يجمع القرآن، فلما رأى ما وقع فيه البعيث، قال الفرزدق، وهو
همّام بن غالب ابن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن
حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم:
ألا استَهزأتْ مِّني هُنيدَةُ أنْ رَأتْ ... أسيراً يُداني خَطوَهُ حَلقُ الحِجلِ
ويروى ألا هزئت، الحجل ها هنا القيد، وهو الخلخال، هنيدة امرأة الزبر قان بن بدر، وهي عمة
الفرزدق.
ولو عَلِمتْ أنّ الوثَاقَ أشَدُّه ... إلى النارِ قالت لي مَقالَةَ ذي عَقل
ويروى أشُدّه. فمن قال أشَدّه شدة الوثاق إلى النار، ومن قال أشُدّه خوف النار. يقول استهزأت بي
حين رأتني أرسف في القيد، ولو علمت أن أشد الوثاق، وثاق النار، لما استهزأت ولا لامت رجلاً قيد
نفسه خوف النار.
لَعَمرِي لئِن قيَّدتُ نفسي لطالما ... سَعيتُ وأوضَعتُ المَطِيَّةَ للجَهلِ
هذا مثل، أوضعتها رفعتها في السير أي أسرعت.
ثلاثينَ عاماً ما أرى مِن عَمايَةٍ ... إذا بَرقتْ إلاّ شَددتُ لها رَحلِي
ويروى أشد لها.
عماية جهالة يقول لا أرى عماية تظهري لي إلا قصدتها.