أذبُّ عن الحَفَائِظِ في مَعَدٍّ ... إذا ما جدَّ بالقومِ النِّطاح
كأنهم لِوَقعِ البِيضِ بُزْلٌ ... تَغُضُّ الطَّرفَ وارِدةً قِماحُ
القماح الرافعة رؤوسها عن الماء لا تشرب.
صَبرنَا نَكسِرُ الأسلاَتِ فيهم ... فَرُحْنَا ناهِرِينَ لهم وراحوا
ورُحنَا تَخفِقُ الرَّاياتُ فينا ... وأبناءُ المُلوكِ لهم أُحاح
الأُحاح أصله الفلي، وهو العطش.
وقدْ أثكَلَتْ أُمَّ البَحِيرَين خَيلُنا ... بِوِردٍ إذا ما استعْلَنَ الرَّوعُ سَوَّماً
البحيرين أراد بحيراً وفراساً ابني عبد الله بن عامر بن سلمة بن قشير. واستعلن ظهر، وسوّم أعلم
للقتال.
وكان من حديث هذا اليوم، وهو يوم المرُّوت، أن قعنب بن الحارث ابن عمرو بن همام بن يربوع،
التقى هو وبحير بن عبد الله بن عامر ابن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
بعكاظ، والناس متوافقون. فقال بحير، يا قعنب، ما فعلت البيضاء فرسك، قال: هي عندي. قال فكيف
شكرك لها؟ قال: وما عسيت أن أشكرها به؟ قال: وكيف لا تشكرها وقد نجتك مني؟ قال قعنب:
ومتى كان ذلك؟ قال حيث أقول:
لو أمكنتني من بَشامةَ مُهرتي ... لَلاقَى كما لاقت فوارسُ قَعنبِ
تمطَّت به البيضاء بعد اختِلاسِهِ ... على دَهَشٍ، وخِلتُني لم أُكُذَّبَ