اسم الکتاب : ضرائر الشعر المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 206
وَجَدْتُ أباها راضياً بي وأمها ... فأعطيت فيها الحُكم حتى حَوْيتها
يريد: وجدت أباها وأمها راضياً.
ومنه: الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف أو المجرور، نحو قول الأعشى:
وفي كل عام أنت جاشم غزوة ... تشد لأقصاها عزيمَ عزائكا
مورثةً مالاً وفي الحي رفعةً ... لما ضاع فيها من قروء نسائكا
ففصل بين حرف العطف، وهو الواو، وبين المعطوف، وهو رفعة، بالمجرور وقول الأعشى أيضاً:
يوماً تراها كشِيْهِ أردية ال ... عصبِ ويْوماً أديمَها نَغِلا
وهو عند الفارسي والمحققين من النحويين من قبيل الضرائر، لما فيه من الفصل
بين حرف العطف والمعطوف، لأن حرف العطف عطف ثلاثة أشياء على ثلاثة أشياء: فعطف (يوماً) على يوم المتقدم الذكر، و (أديمها على الضمير المنصوب المتصل بـ (ترى)، و (نغلا) على موضع (كشبه أردية العصب). والتقدير: تراها يوماً كشبه أردية العصب وترى يوماً أديمها نغلا.
وإذا عطف بحرف عطف أكثر من اسم واحد على مثله، لم يسع أن يقال: إنه قد فصل بالمعطوف الأول من حرف العطف وما بعده، بدليل أنك تقول: أعطيت زيداً درهماً وبكراً ديناراً، في فصيح الكلام. فالجواب أن تقول: إن حروف العطف قد تنزلت من المعطوف منزلة جزء منه، بدلالة قولهم:
اسم الکتاب : ضرائر الشعر المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 206