اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 96
وكم ذدت عني من تحامل حادث ... وسورة أيام حززن إلى العظم
إذ لو قال: حززن اللحم، لجاز أن يدور في خلد السامع قبل ذكر ما بعده أن الحز كان في بعض اللحم ولم يصل إلى العظام، فترك ذكر اللحم لينفي عن فكره ما ربما يختلج في خاطره بادئ ذي بداءة.
3- إرادة ذكره ثانيا على وجه يتضمن إيقاع الفعل على صريح لفظه لكمال البناية به والاهتمام بوقوعه, كقول البحتري:
قد طلبنا فلم نجد لك في السؤ ... دد والمجد والمكارم مثلا
إذ تقديره طلبنا لك مثلا فلم نجده، لكن حذف المثل ليوقع نفي الوجود على لفظ المثل صراحة.
"الملاحظة" مثل هذا الغرض عكس ذو الرمة في قوله:
ولم أمدح لأرضيه بشعري ... لئيما أن يكون أصاب مالا
فأعمل الفعل الأول وهو أمدح في لفظ اللئيم, وأعمل أرض في ضميره، لما كان غرضه إيقاع نفي المدح على اللئيم صريحا دون الإرضاء، ولو عكس لأبهم الأمر فيما هو الأصل وأبانه فيما ليس بأصل.
4- قصد التعميم مع الاختصار[1]، كما تقول: قد كان منك ما يؤلم، أي: ما الشأن في مثله أن يؤلم كل أحد، وعليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ} [2]، أي: جميع عباده.
5- رعاية السجع وروي الفاصلة كقوله تعالى: {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [3]، أي: ما قلاك وأبغضك.
ويرى صاحب "الكشاف" أن حذف المفعول في مثل هذا الاختصار اللفظي لعلم به.
6- استهجان ذكره، كقول عائشة رضي الله عنها: ما رأيت منه ولا رأى مني "تعني العورة". [1] أي: إن هذا التعميم، وإن استفيد من ذكر المفعول بصيغة المفعول، يفوت الاختصار. [2] سورة يونس الآية: 25. [3] سورة الضحى الآية: 1.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 96