اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 93
[3]- الدلالة على الاختصاص، نحو: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} .
تقديره لو تملكون تملكون بالتكرار للتوكيد، ثم حذف الفعل فانفصل الضمير وأفاد الاختصاص، وأن الناس هم المختصون بالشح المتناهي، ونظيره قول حاتم: لو ذات سوار لطمتني[1].
ولا بد للحذف من قرينة دالة على المحذوف ليفهم المعنى كوقوع الكلام جوابا عن سؤال محقق نحو: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [2]. أو مقدر، نحو: يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال، في قراءة من بنى الفعل للمجهول، كأنه قيل: من يسبح؟ فقيل: يسبحه رجال، ونحو قول ضرار بن نهشل يرثي يزيد أخاه:
لبيك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطبح الطوائح3
كأنه قيل: من يبكيه؟ فقال: ضارع ذليل لخصومة إذ هو ملجأ الأذلاء وعون الضعفاء. [1] يضرب مثلا للشريف يهينه الوضيع، والعرب تكني بذات السوار عن الحرة. [2] سورة الزمر الآية: 38. [3] الضارع الذليل، والمختبط هو الذي يطلب منك المعروف من غير وسيلة، والإحاطة الإذهاب، والطوائح جمع مطيحة على غير قياس، ومما متعلق بمختبط وما مصدرية أي: يبكي ضارع لا ذهاب المنايا يزيد.
المبحث الرابع: في حذف المفعول
للفعل رابطة بكل من الفاعل والمفعول، وإن تنوعت جهتها، فارتباطه بالفاعل لإفادة وقوعه منه لا إفادة وجوده في نفسه فحسب، وارتباطه بالمفعول لبيان وقوعه عليه.
ولاختلاف نوع الارتباط اختلف العمل، فعمل الفعل في الفاعل الرفع، وفي المفعول النصب، أما إذا أريد الإخبار بوقوع الفعل في ذاته من غير إرادة أن يعمل ممن وقع، أو على من وقع، فالعبارة التي تدل على ذلك أن يقال: كان ضرب، أو وقع أو وجد أو نحو ذلك من الألفاظ التي تدل على الوجود المجرد.
إذا علمت ذلك نقول: الفعل المتعدي إذا أسند إلى فاعله ولم يذكر له مفعول فهو على ضربين:
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 93