اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 41
علم المعاني مدخل
...
علم المعاني:
هو قواعد يعرف بها كيفية مطابقة الكلام مقتضى الحال حتى يكون وفق الغرض الذي سيق له، فبه نحترز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد، فنعرف السبب الذي يدعو إلى التقديم والتأخير، والحذف والذكر، والإيجاز حينا والإطناب آخر، والفصل والوصل، إلى غير ذلك مما سنذكر بعد.
فمنه نعرف مثلا:
1- أن العرب توجز إذ شكرت أو اعتذرت.
2- أن العرب تطنب إذا مدحت.
3- أن الجملة الاسمية تأتي لإفادة الثبات بمقتضى المقام.
فمتى وضع المتكلم تلك القواعد نصب عينيه لم يزغ عن أساليبهم ونهج تراكيبهم وجاء كلامه مطابقا لمقتضى الحال التي يورد فيها، فالشكر حال يقتضي الإيجاز وإيراد الكلام على هذه الصورة مطابقة لمقتضى الحال.
واضعه: أول من بسط قواعده الإمام عبد القاهرة الجرجني المتوفى سنة 471هـ فهو الذي هذب مسائله وأوضح قواعده، وقد وضع فيه الأئمة قبله نتفا كالجاحظ وأبي هلال العسكري، إلا أنهم لم يوفقوا إلى مثل ما وفق إليه ذلكم الحبر الجليل.
ثانيا: علم البيان في اصطلاح المتقدمين اسم جامع للعلوم الثلاثة "المعاني والبيان والبديع" وعليه قول الجاحظ: البيان اسم جامع لكل ما كشف لك المعنى, وقول ابن المعتز: البيان ترجمان القلوب وصيقل العقول.
بعض الأئمة يسمي الثلاثة علم البديع لما فيها من بديع الصنعة، كما يسمي بعضهم الأول علم المعاني، والأخيرين علم البيان.
ثالثا: للمتقدمين في حدود البلاغة ورسومها، كلمات مجملة تقرب لك بعضا مما فصلناه، منها قول محمد بن الحنفية، البلاغة قول تضطر العقول إلى فهمه بأيسر العبارة. وقول ابن المعتز: البلاغة البلوغ إلى المعنى ولما يطل سفر الكلام, وقول ابن الأعرابي: البلاغة التقرب من البغية ودلالة قليل على كثير. وقول بعضهم: هي قلة اللفظ، وسهولة المعنى، وحسن البديهة.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 41