اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 379
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف ... في متونهن جلاء الشك والريب
ومن جيد الابتداءات المشتملة على براعة الاستهلال قول حافظ إبراهيم في تحية عام هجري:
أطل على الأكوان والخلق تنظر ... هلال رآه المسلمون فكبروا
وقول أحمد شوقي في رثاء إسماعيل صبري:
أجل وإن طال الزمان موافي ... أخلى يديك من الخليل الوافي
وقوله أيضا في فوز الأتراك على اليونان:
الله أكبر كم في الفتح من عجب ... يا خالد الترك جدد خالد العرب
وربما خان الحظ بعض الشعراء المفلقين وأوقعهم نحس الطالع في مهواة سحيقة لا قرار لها إما من غفلة أو غلطة في الطبع أو استغراق في الصنعة وشغل هاجس بالعمل يذهب مع حسن القول أين ذهب، واعتبر ذلك بما أنشده ذو الرمة حين دخل على هشام بن عبد الملك بن مروان من قوله:
ما بال عينك منها الماء منسكب ... كأنه من كلى مقرية سرب1
وكان به رمش فهي تدمع أبدأن فظن أنه عرض به، فقال: بل عينك، وأمر بإخراجه.
وقيل إنه لما بنى المعتصم قصره بميدان بغداد وجمع عظماء دولته وجلس فيه في يوم حفل أنشده إسحاق الموصلي:
يا دار غيرك البلى ومحاك ... يا ليت شعري ما الذي أبلاك
فتطير المعتصم بهذا الابتداء وأمر بهدم القصر.
فعلى الحاذق الفطن أن ينظر في أحوال المخاطبين, ويختار للأوقات ما يشاكلها فيقصد ما يحبون ويتجنب ما يكرهون سماعه.
2- التخلص: الخروج، هو أن ينتقل الشاعر من فن إلى آخر بأحسن أسلوب مع لطف تخيل وحسن تخلص، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال لشدة
1 الكلى جمع كلية "بضم الكاف" والمقرية المحزوزة، والسرب الجاري.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 379