اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 373
تفخيما لشأنه وتزيينا لسبكه على وجه لا يشعر[1] بأنه منه، كقول ابن نباتة الخطيب:
"فيا أيها الغفلة المطرقون أما أنتم بهذا الحديث مصدقون، ما لكم لا تشفقون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون".
وقول الحريري: أنا أنبئكم بتأويله، وأميز صحيح القول من عليله.
وقول الحماسي:
إذا رمت عنها سلوة قال شافع ... من الحب ميعاد السلو المقابر
ستبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة حب "يوم تبلى السرائر"
وقول أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني:
لآل فريغون في المكرمات ... يد أولا واعتذار أخيرا
إذا ما حللت بمغناهم ... {رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} 2
وقول الحريري: "وكتمان الفقر زهادة وانتظار الفرج بالصبر عبادة".
فقوله: انتظار الفرج بالصبر عبادة، لفظ الحديث.
وقول الصاحب بن عباد:
قال لي إن رقيبي ... سيئ الخلق فداره
قلت دعني "وجهك ... الجنة حفت بالمكاره"
اقتبسه من الحديث "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"، والاقتباس ضربان:
أ- ما لا ينقل فيه اللفظ المقتبس عن معناه الأصلي إلى معنى آخر، كما تقدم من الأمثلة.
ب- ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي، كقول ابن الرومي: [1] أما إذا قال في أثناء الكلام: قال الله تعالى كذا، أو قال النبي عليه السلام كذا، فلا يسمى اقتباسا.
2 سورة الإنسان الآية: 20.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 373