responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 369
[2]- المسخ أو الإغارة: وهو أن يأخذ الشاعر بعض اللفظ، أو يغير بعض النظم، وهو ثلاثة أضرب:
أ- أن يكون الثاني أبلغ من الأول لاختصاصه بحسن السبك، أو جودة الاختصار، أو الإيضاح، أو زيادة المعنى، وهو مقبول ممدوح كقوله:
خلقنا لهم في كل عين وحاجب ... بسمر القنا والبيض عينا وحاجبا
مع قول ابن نباتة، وهو بعده:
خلقنا بأطراف القنا في ظهورهم ... عيونا لها وقع السيوف حواجب
فقد زاد هذا معنى لم يطرقه الأول، وهو إشارة إلى انهزامهم.
ب- أن يكون الثاني دون الأول في البلاغة، وهذا خليق بالرد، كقول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله ... إن الزمان بمثله لبخيل
مع قول أبي الطيب، وقد أخذ عنه، وقصر عن الغاية التي وصل إليها سابقه:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزمان بخيلا1
إذ قوله يكون بلفظ المضارع لم يقع موقعه، إذ المعنى على المضي لكن الوزن ألجأه إلى ذلك.
جـ- أن يكون الثاني مثل الأول، وحينئذ يكون بعيدا من الذم، والفضل للسابق، كقول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم يجد ... إلا الفراق على النفوس دليلا2
مع قول أبي الطيب:
لولا مفارقة الأحباب وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

1 المعنى أن الزمان سخا به علي، وكان بخيلا به، فلما أعداه سخاؤه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له.
[2] حار تحير في التوصل إلى إهلاك النفوس، ومرتاد المنية الإضافة فيه للبيان أي: مرتاد هو المنية، والمعنى: لو تحيرت المنية لم تجد لها طريقا يوصلها لذلك إلا فراق الأحبة.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست