responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 272
المبحث الثالث عشر: في مذهب السكاكي والخطيب القزويني في المكنية
...
المبحث الثالث عشر: في مذهب السكاكي والخطيب القزويني في المكتبة
مذهب السكاكي أن المكنية لفظ المشبه المستعمل في المشبه به بادعاء أن المشبه عين المشبه به, وإنكار أن يكون غيره بقرينة ذكر اللازم، فالذل عنده في المثال السابق مراد به الطائر بادعاء أنه عينه بقرينة إضافة الجناح الذي هو من خواص الطائر ولوازمه إليه، وليس المراد من الذل عنده مجرد الخضوع حتى يكون مستعملا في معناه الحقيقي، بل الذل المفروض أنه عين الطائر، وهو غير الموضوع له.
والجناح استعارة تخيلية بمعنى أن لفظ الجناح استعير عنده لأمر تخيلي وهمي؛ لأنه لما استعمل الذل في الخضوع المتحد مع الطائر ادعاء، أخذ الوهم يخترع له صورة مثل صورة الجناح، واستعار لفظ الجناح لذلك، ولا يخفى ما في هذا من التعسف.
وذهب الخطيب إلى أنها التشبيه المضمر في النفس والإثبات تخييل، فأخرجها من المجاز، أعني الكلمة المستعملة، إلخ.. إذ التشبيه فعل من أفعال النفس، فكل من الجناح والذل مستعمل في معناه الحقيقي عنده.
وقال سعد الدين التفتازاني: وتفسير الاستعارة بذلك لا مستند له في كلام السلف ولا هو مبني على مناسبة لغوية.

بأصله, وتخيليه لأن متعلقة وهو الأمر المختص بالمشبه به لما نقل عن ملائمة وأثبت للمشبه، صار يخيل إلى السامع أن المشبه من جنس المشبه به.
وهو حقيقة لاستعماله فيما وضع له، ألا ترى أن الجناح استعمل في حقيقته وإنما النجور في إثباته فهو مجاز عقلي في الإثبات، كما سيأتي، لا مجاز لغوي وهكذا يقال في نظائره.
ومن حيث إنها قرينة المكنية، فهي لازمة لها، لا تفارقها، إذ لا استعارة بدون قرينة، هذا إذا كان لازم المشبه به واحدا، فإن تعددت اللوازم جعل أقوالها وأبينها لزوما قرينة لها، وما عداه ترشيحا وتقوية لها، كما ستعرف ذلك بعد.

اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست