اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 25
فصاحة الكلام:
يراد بالكلام هنا ما يشمل المركب التام والناقص[1].
وفصاحته تكون بسلامته من كل ما ينغلق به معناه وينبهم مغزاه، وإلا كان مردودا خارجا عن حدود البلاغة، ورسوم الفصاحة، ولو احتوى على أجل المعاني وأشرفها، وإنما يتم له ذلك إذا عرى عن الأشياء الآتية:
1- تنافر الكلمات مجتمعة، ويدخل فيه كثرة التكرار وتتابع الإضافات.
2- ضعف التأليف.
3- التعقيد اللفظي.
4- التعقيد المعنوي.
تنافر الكلمات - المعاظلة [2] اللفظية:
هو وصف يعرض للكمات مجتمعة فيوجب ثقلها واضطراب اللسان عند النطق بها، وقد علم بالاستقراء أن منشأه إما:
1- تكرير حرف أو حرفين من كلمة في المنثور أو المنظوم، وهو قسمان: أ- ما اشتد ثقله وتناهي كالذي أنشده الجاحظ:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر3
فأنت ترى أن قافاته وراءاته قلقة نابية، وكأنها سلسلة تتبرأ بعض حلقاتها من بعض. [1] كالمركب الإضافي، والمركب التقييدي, وهو مجاز من إطلاق الخاص على العام. [2] عاظل الكلام عقده ووالى بعضه فوق بعض.
3 حرب هو حرب بن أمية بن عبد شمس ولشدة الثقل فيه زعموا أنه من شعر الجن قالواه لما قتلوه بثأر حية ودفنوه بناحية بعيدة وقفر، نعت مقطوع للضرورة أو هو خبر، والباء بمعنى في أي مكان.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 25