اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 221
الكلام فاسدا. فقول أبي بكر الخوارزمي: "والبغض عند كثرة الإعراب" كلام ليس له معنى، وينقسم الوجه إلى عدة أقسام:
1- تحقيقي وتخييلي:
أ- فالتحقيقي ما كان متقررا في الطرفين على وجه التحقيق كقوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [1]، فوجه الشبه وهو العظم والضخامة، موجود في كل من المراكب والجبال حقيقة.
ب- والتخييلي ما لا يكون وجوده في أحد الطرفين إلا على ضرب من التأويل، فمثاله في المشبه قوله: صدغ الحبيب وحالي، كلاهما كالليالي، ومثاله في المشبه به قول التنوخي:
وكأن النجوم بين دجاه ... سنن لاح بينهن ابتداع
فوجه الشبه هو الهيئة الحادثة من حصول أشياء مشرقة بيض في جوانب شيء مظلم أسود، وهي غير موجودة في المشبه به، إلا على طريقة التخييل، ذاك أنه لما كانت البدع والضلالات تجعل صاحبها كمن يمشي في الظلمة فلا يهتدي إلى الطريق الذي تقع له به النجاة!!
شبهت بالظلمة وشاع ذلك حتى قيل: شاهدت سواد الفكر من جبين فلان، لتخييل أن البدعة نوع له زيادة اختصاص بسواد اللون، وبطريق العكس شبه الهدى، والعلم بالنور، واشتهر ذلك كما ورد: "أتيتكم بالحنيفية البيضاء ليلها كنهارها" من حيث تخيل أن السنن ونحوها جنس من الأجناس التي لها إشراق[2] وبياض في العين.
ومن أجل هذا صار تشبيه النجوم بين الدياجي بالسنن بين الابتداع واضحا جليا كتشبيهها ببياض الشيب في سواد الشباب.
2- واحد ومركب من متعدد منزل منزلة الواحد، وكل منهما: إما حسي، وإما عقلي، ومتعدد "يقصد فيه اشتراك الطرفين في عدة أمور كل منها وجه شبه [1] سورة الرحمن الآية: 24. [2] فتمام التشبيه يكون بأن يتخيل ما ليس بمتلون متلونا، ثم يتخيل كونه أصلا للمتلونات الحقيقية، من ذلك الجنس.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 221