responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 219
المبحث الثالث: في تقسيم التشبيه
باعتبار الطرفين إلى ملفوف ومفروق
الطرفان إن تعددا كان ذلك على ضربين:
1- أن يؤتى بالمشبهات أولا على طريق العطف, أو غيرها، ثم يؤتى بالمشبهات بها كذلك، ويسمى حينئذ تشبيها ملفوفا، كقول امرئ القيس يصف عقابا بكثرة اصطياد الطيور:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... ولدى وكرها الناب والحشف البالي1
فقد شبه الرطب من قلوب الطير بالعناب، وشبه اليابس العتيق منها بالحشف البالي.
وفضيلة هذا الضرب من التشبيه اختصار اللفظ، وحسن الترتيب، إلا أن في الجمع فائدة في المقصود من التشبيه كما هو الحال في التشبيه المركب.
2- أن يؤتى بمشبه ومشبه به، ثم بآخر وآخر، ويسمى تشبيها مفروقا، كقول ابن سكرة:
الخد ورد والصدغ غالية ... والريق خمر والثغر كالدر2

1 العناب بزنة رمان حب أحمر مائل إلى الكدرة قدر قلوب الطير يثمره الدر البستاني والحشف أردأ التمر.
2 الغالية أخلاط من الطيب مركبة تركيبا خاصا.
المبحث الرابع: في تقسيم التشبيه باعتبار الطرفين إلى تشبيه تسوية، وتشبيه جمع
إذا تعدد أحد الطرفين كان ذلك على ضربين:
1- فإن كان المتعدد المشبه سمي تشبيه التسوية، كقوله:
صدغ الحبيب وحالي ... كلاهما كالليالي
وثغره في صفاء ... وأدمعي كاللآلي3
فقد شبه في البيت الأول صدغ الحبيب "وهو الشعر البادي من الرأس فيما بين الأذن والعين" وحاله بالليالي، وشبه في البيت الثاني ثغر الحبيب "وهو مقدم أسنانه" ودموعه باللآلئ في القدر والصفاء والإشراق:
2- وإن كان المشبه به سمي تشبيه الجمع كقول البحتري:
بات نديما لي حتى الصباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح
كأنما يبسم عن لؤلؤ ... منضد أو برد أو أقاح

1 للصدغ إطلاقان ما بين الأذن والعين، والشعر المتدلى، وهو المراد هنا، والسواد في حاله تخييلي.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست