responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 217
وإذا الأرض أظلمت كان شمسا ... وإذا الأرض أمحلت كان وبلا
وإما بالعكس كقول الخنساء:
أغر أبلج تأثم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
وقول السري الرفاء:
والفجر كالراهب قد مزقت ... من طرب عنه الجلابيب
وإما مركبان[1] كقول بشار:
كأن مثار النقع فوق رءوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه2
فالشبه[3] هو مجموع الغبار والسيوف المتألقة في خلاله والمشبه به هو الليل الذي تتهافت كواكبه إذ لم يقصد تشبيه النقع بالليل والسيوف بالكواكب، بل عمد إلى تشبيه هيئة السيوف وقد سلت من أغمادها، وهي تعلو وترسب وتجيء وتذهب وتضطرب اضطرابا شديدا وتتحرك بسرعة إلى جهات مختلفة، وكذا إلى هيئة الكواكب في تهاويها وتصادمها وتداخلها واستطالة أشكالها عند السقوط.
وهذا القسم ضربان:
1- ما لا يصح تشبيه كل جزء من أحد طرفيه بما يقابله من الطرف الثاني كقول القاضي التنوخي:
كأنما المريخ والمشتري ... قدامه في شامخ الرفعة4
منصرف بالليل عن دعوة ... قد أسرجت قدامه شمعة
فإن المريخ في مقابلة المنصرف عن الدعوة، ولو قيل: كأن المريخ منصرف بالليل عن دعوة، كان ضربا من الهذيان.

[1] ليس الفرق بين القيد والمركب باعتبار التركيب اللفظي لاستوائه فيهما غالبا، بل باعتبار قصد المتكلم الهيئة بالذات والأجزاء بالتبع في المركب وباعتبار قصد جزء من الأجزاء والربط بغيره بالتبع في المفرد المقيد.
2 المثار من أثار الغبار.
[3] ووجه الشبه الهيئة الحاصلة من سقوط أجرام مستطيلة منيرة متناسبة المقدار متفرقة في جوانب شيء مظلم.
4 واو المشتري للحال، فهو يقصد الهيئة التي تكون للمريخ متى كان المشتري أمامه.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست