اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 215
كأن بني دالان إذا جاءهم ... فراريج يلقى بينهن سويق1
أو في صفة مذوقة، كتشبيه الفواكه الحلوة بالعسل، والبرقوق الكرز، والريق بالخمر، في قول امرئ القيس:
كأن المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامى ونشر القطر
يعل به برد أنيابها ... إذا طرب الطائر المستحر2
أو في الصفة المشمومة كتشبيه رائحة الرياحين المجتمعة بالغالية[3] والنكهة بريح العنبر.
أو في الصفة الملموسة، كما يشبه الجسم بالحرير في النعومة، كقول ذي الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
"الخيالي" وهو المعدوم الذي يفرض مجتمعا من أمور عدة، كل منها مدرك بالحس، كقول أبي الغنائم المحصي:
خود كأن بنانها ... في خضرة النقش المزرد
سمك من البلور في ... شبك تكون من زبرجد4
فسمك على هذه الشاكلة، وشبك بهذه الصفة لا يوجدان حتى يدركا بالحس، لكن ما يتألفان منه وهو السمك والبلور وشبك والزبرجد، يدركان بالحس.
والعقليان ما لم يدركا، هما ولا مادتهما بإحدى الحواس، كتشبيههم الضلال عن الحق بالعمى، والعلم بالحياة، وبهذا التفسير دخل في العقلي.
"الوهمي"[5] وهو ما ليس مدركا بإحدى الحواس، لكنه لو أدرك، لكان مدركا بها، كرءوس الشياطين، وأنياب الأغوال، في قوله تعالى:
1 الفراريج صغار الدجاج، والسويق: الناعم من دقيق الحنطة والشعير، وشبههم بذلك لدقة أصواتهم وعجلة كلامهم.
2 الصوب المطر، والخزامى نبت طيب الرائحة، والنشر الريح الطيبة، والمستحر المغرد في السحر. [3] أخلاط من الطيب.
4 الخود الشابة الناعمة. [5] هو ما تخترعه المتخيلة من نفسها، وهي قوة من قوى الإدراك من شأنها اختراع أشياء لا حقيقة لها، كما تصور الغول بصورة السبع وتخترع له أنيابا.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 215