responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 199
المبحث الخامس: الإيجار أفضل أم الإطناب
...
المبحث الخامس: الإيجاز أفضل أم الأطناب
مواضع كل منهما.
ما يراه الأئمة في تفضيل الإيجاز على الإطناب، أو العكس، فمن مفضل يراه كشبيب بن شيبة، إذ يقول: القليل الكافي خير من خير من كثير غير شاف.
ويقول آخر: إذا طال الكلام عرضت له أسباب التكلف، ولا خير في شيء يأتي به التكلف.
ومن مرجح للإطناب وحجته أن المنطق إنما هو البيان، والبيان لا يكون إلا بالإشباع، والشفاء لا يقع إلا بالإقناع، وأفضل الكلام أبينه, وأبينه أشده إحاطة بالمعاني، ولا يحاط بالمعاني إحاطة تامة إلا بالاستقصاء، أضف إلى ذلك أن الإيجاز للخواص، والإطناب مشترك بين الخاصة والعامة، والغبي والفطن.
والمختار، أن الحاجة إلى كل ماسة، وأن لكل موضعا لا يسد عنه فيه سواه، فمن استعمل أحدهما في موضع الآخر، فقد أخطأ.
قال جعفر بن يحيى: متى كان الإيجاز أبلغ كان الإكثار وعيا، ومتى كانت الكفاية في موضع الإكثار، كان الإيجاز تقصيرا، يرشد إلى ذلك قول القائل يصف خطباء إباد:
يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خشية الرقباء1
وقد استحبوا الإيجاز في المواضع الآتية:

1 الوحي الإشارة بالكلام الخفي، والملاحظ جمع ملحظ كمطلب اللحظ ووحي منصوب على المصدر، أي: تارة يوحون، أي: يأتون بكلام سريع خفي، كحال من ينظر إلى حبيبه بمؤخر عينيه خوفا من الرقباء.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست