اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 195
5- التذييل[1]، وهو الإتيان بجملة مستقلة عقب الجملة الأولى التي تشمل على معناها للتأكيد، وهو ضربان:
أ- أن يخرج مخرج المثل بأن يقصد بالجملة الثانية حكم كلي منفصل عما قبله جار مجرى الأمثال في فشو الاستعمال، نحو: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [2]، وقول الحطيئة:
نزور فتى يعطي على الحمد ما له ... ومن يعط أثمان المكارم يحمد
ب- ألا يخرج مخرج المثل بألا يستقل بالإفادة دون ما قبله، نحو قول ابن نباتة السعدي:
لم يبق وجودك لي شيئا اومله ... تركنني أصحب الدنيا بلا أمل
وقوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [3].
وينقسم أيضا إلى:
أ- ما كان تأكيدا لمنطوق الكلام كالآية: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقّ} ، إلخ.
ب- ما كان تأكيدا لمفهومه، كقول النابغة:
وليست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب4
فصدر البيت دل بمفهومه على نفي الكامل من الرجال، وقد حقق ذلك بعجزه.
6- التكميل، ويسمى الاحتراس أيضا، وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المراد بما يدفعه، وهو ضربان:
أ- أن يتوسط الكلام، كقوله:
لو أن عزة خاصمت شمس الضحى ... في الحسن "عند موفق" لقضى لها
إذ التقدير: عند حاكم موفق, فقوله: موفق, تكميل. [1] هو أعم من الإيغال من جهة أن يكون في الآخر وغيره وأخص من جهة أن الإيغال قد يكون بغير الجملة ولغير التوكيد. [2] سورة الإسراء الآية: 81. [3] إذ المراد: ذلك الجزاء المخصوص "سورة سبأ".
4 الشعث: التفرق والخصال الذميمة.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 195