اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 193
ووجه حسنه إبراز الكلام في معرض الاعتدال، نظرا إلى إطنابه من وجه، وإيجازه من وجه آخر، إلى إيهام الجمع بين المنافقين.
والتوشيع[1] وهو أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسر باسمين، أحدهما معطوف على الآخر، نحو قوله عليه السلام: "خصلتان لا تجتمعان في مؤمن، البخل وسوء الخلق"، وقول ابن الرومي يمدح عبد الله بن وهب:
إذا أبو القاسم جادت لنا يده ... لم يحمد الأجودان البحر والمطر
وإن أضاءت لنا أنوار غرته ... تضاءل النيران الشمس والقمر
2- ذكر الخاص بعد العام تنبيها إلى ما له من المزية حتى كأنه ليس من جنس العام، وتنزيلا للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات كقوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [2]، فذكر جبريل وميكايل مع دخولهما في الملائكة، للتنبيه على زيادة فضلهما.
3- التكرير، وقد جاء في القرآن الكريم، وكلام العرب منه شيء كثير، ويكون إما:
أ- للتأكيد كقوله تعالى: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [3]، وقوله: كم نعمة كانت لكم كم كم وكم.
ب- لزيادة التنبيه إلى ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول، نحو: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ [4] اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} [5]، يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع.
جـ- لتعدد المتعلق، كما كرر الله عز وجل في سورة الرحمن قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [6] لأنه تعالى عدد فيها نعماءه وذكر عباده آلاءه، [1] لغة لف القطن المندوف. [2] سورة البقرة الآية: 98. [3] سورة النبأ الآيتان: 4 و5. [4] إذ تكرار يا قوم مع إضافة إلى ياء المتكلم يفيد بعد القائل عن التهمة في النصح إذ إنهم قومه، فلا يريد لهم إلا ما يريده لنفسه. [5] سورة غافر الآية: 38. [6] سورة الرحمن الآية: 16.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 193