responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 190
وقوله عليه السلام: "الطمع فقر واليأس غنى".
وقول علي كرم الله وجهه: ثمرة التفريط الندامة، لكل مقبل إدبار وما أدبر كان كأن لم يكن، لا يعد من الصبور الظفر وإن طال به الزمان، من استقبل وجوه الآراء عرف وجوه الخطأ، من أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أسد الباطل.
وقول بعض الأعراب: اللهم هب لي حقك وارض عني خلقك.
فلما سمعه علي كرم الله وجهه قال: هذا هو البلاغة.
وقول السمؤل بن عاديا الغساني:
وإن لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
فقد اشتمل على مكارم الأخلاق من سماحة وشجاعة وتواضع وحلم وصبر وتكلف واحتمال مكاره، إذ كل هذه مما تضيم النفس، لما يحصل في تحملها من المشقة والعناء.

المبحث الثالث: في المساواة [1] إيجاز التقدير
هي التعبير عن المعنى المقصود بلفظ مساو له لفائدة[2]، بحيث لا يزيد أحدهما على الآخر، حتى لو نقص اللفظ تطرق الخرم إلى المعنى بمقدار ذلك النقصان، وهي المذهب المتوسط بين الإيجاز والإطناب.
وإليها يشير القائل كأن ألفاظه قوالب معانيه، كقوله تعالى: {فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} [3]، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [4]، {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} .
وقوله عليه السلام: "الحلال بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات". "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ... "الضعيف أمير الركب".
وقول علي كرم الله وجهه: عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته، قد بصرتم إن أبصرتم وهديتم إن اهتديتم.

[1] وهي لا تحمد ولا تذم، إذ لا يحتاج فيها إلى اعتبار نكتة، بل يكفي فيها عدم المقتضي العدول عنها، إلا إذا اقتضى المقام تأدية أصل المعنى وراعاه البليغ فإن ذلك يكون محمودا، ومن هذا جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف وغيرهما من كلام فصحاء العرب.
[2] وهو كون المأتي به هو الأصل، ولا داعي للعدول عنه.
[3] سورة الروم الآية: 44.
[4] سورة الطور الآية: 31.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست