اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 151
المبحث الثاني: في طرقه
طرق القصر والاختصاص كثيرة أوصلها السيوطي في كتابه "الإتقان" إلى أربعة عشر طريقا[1] أشهرها ستة تقدم الكلام على اثنين منها, وهما توسط ضمير الفصل نحو: كليم الله هو موسى، تعريف المسند بأل نحو: خير الزاد التقوى, وسنتكلم هنا على الأربعة الباقية وهي:
1- ووجه إفادة النفي والاستثناء القصر أنه إذا قيل: ما محمد، توجه النفي إلى صفته لا إلى ذاته؛ لأن الذوات لا تنفي، ومن حيث إنه لا نزاع في طوله وقصره وما شاكل ذلك، وإنما النزاع في كونه شاعرا أو كاتبا تناولهما النفي، فإذا قيل: إلا شاعر جاء القصر، هذا في قصر الموصوف على الصفة، أما في قصر الصفة على الموصوف فإنه متى قيل: ما شاعر، فأدخل النفي على الوصف المسلم ثبوته وهو الشعر لغير الشخصين اللذين الكلام فيهما كمحمد وعلي مثلا، توجه النفي إليهما فإذا قيل: إلا محمد، حصل القصر.
2- ووجه إفادة إنما القصر تضمنها معنى: ما وإلا، دليل ذلك البراهين الآتية:
أ- ما قاله النحاة من كون إنما لإثبات ما يذكر بعدها ونفي ما سواه.
ب- ما قاله المفسرون في قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} [1] بنصب الميتة من أن المعنى: ما حرم عليكم إلا الميتة، وهذا المعنى هو المطابق لقراءة رفع الميتة لانحصار التحريم فيها، إذ ما في قراءة الرفع اسم موصول، فتقدير الكلام حينئذ إن المحرم الميتة والخبر معرف بلام الجنس فيفيد الحصر كما تقدم.
جـ- صحة انفصال الضمير معها فتقول: إنما يسافر أنا، كما تقول: ما يسافر إلا أنا، كما قال الفرزدق:
أنا الزائد الحامي الذمار وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي2 [1] منها التصريح بلفظ وحده أو لا غير أو فقط، أو بمادة الاختصاص، أو بمادة القصر، وكل هذه ليست من الطرق الاصطلاحية.
2 سورة النحل الآية: 155.
3 الذود الطرد، والذمار العهد، وفي الأساس هو الحامي الذمار إذا حمى ما لو لم يحمه ليم وعنف، والحسب ما يعده المرء من مفاخر نفسه وآبائه.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 151