responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 136
لكنه عبر عنه بإن توبيخا لهم وإشارة إلى أنهم لو تأملوا الآيات الظاهرة لصار الإسراف كأنه محال الحصول إذ هو لا يصدر عن عاقل في مثل هذه الحال.
4- تغليب غير من اتصف بالشرط على من اتصف به، نحو: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [1]، فقد غلب من لم يرتب من لمخاطبين على من ارتاب وكان يعرف الحق وينكره عنادا، كما تستعمل أيضا في المستحيل المجزوم بنفيه على سبيل المساهلة وإرخاء للعنان لإلزام الخصم وتبكيته نحو: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [2].
وتستعمل "إذا" في مواضع الشك لأغراض، أهمها:
1- الإشارة إلى أن مثل ذلك الشرط لا ينبغي أن كون مشكوكا فيه، نحو قولك لمن قال: لا أدري أيتفضل علي الأمير بالنوال، إذا تفضل عليك فكيف يكون شكرك.
2- عدم شك المخاطب.
3- تنزيل المخاطب منزلة الجازم الذي لا شك عنده.
4- تغليب الجازم على غير الجازم.
ولما كانت الأداتان لتعليق الجزاء بالشرط في الاستقبال التزم في جملتيهما الفعلية والاستقبال، ذاك أن الشرط مفروض الحصول في المستقبل فيمتنع ثبوته ومضيه والجزاء معلق عليه، ولا يعدل عن الاستقبال في اللفظ والمعنى إلى المعنى فقط، إلا لنكتة، كإبراز غير الحاصل في معرض ما هو حاصل، وذلك إما:
1- للتفاؤل نحو: إن عشت نفعت أمتي وبلادي.
2- لقوة الأسباب وتوافرها، كأن تقول حين انعقاد الشراء: إن اشتريت كان كذا.
3 لإظهار الرغبة في وقوعه، فيكثر تصور المتكلم إياه، حتى يخيل إليه ما ليس بالحاصل حاصلا، كما تقول: إن ظفرت بحسن العاقبة فذاك ما أبغي،

[1] سورة البقرة الآية: 23.
[2] سورة الزخرف الآية: 81.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست