responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 105
وعلة ذلك أنك إذا بدأت بكل كنت قد بنيت النفي عليه، وسلطت الكلية على النفي وأعملتها فيه, وذلك يقتضي ألا يشذ عنه شيء.
أما إن قدم النفي على أداة العموم لفظا، كقول أبي الطيب:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن1
أو تقديرا بأن قدمت أداة العموم على الفعل المنفي وأعمل فيها، كقولك: كل الدراهم لم آخذ، توجه النفي إلى الشمول خاصة دون أصل الفعل، وأفاد الكلام نفي المجموع "سلب العموم" فيحتمل ثبوت البعض، كما يحتمل نفي كل فرد، يدل على ذلك الذوق والاستعمال، وهذا الحكم أكثري، وليس بكلي، بدليل قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [2]، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ [3] فَخُورٍ} [4]، {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [5]. إلى غير ذلك.

1 وفي رواية يشتهي بالياء، والسفن بفتح فكسر، أي: ربان السفينة.
[2] سورة البقرة الآية: 276.
[3] يرى أستاذنا الإمام الشيخ محمد عبده أن مثل هذا من عموم السلب لا من سلب العموم حيث قال: قد يعدل بحسب الظاهر عما يدل على عموم السلب إلى ما يفيد سلب العموم والسلب عام بحسب الحقيقة, تعريضا بأن المخاطب شر هذا النوع فالمعنى في هذه الآية أن محبة الله لا تعم المختالين الفخورين حتى تشمل هؤلاء, فلو تعقلت محبته بمختال فخور لم تتعلق بأولئك؛ لأن مختالهم وفخورهم شر مختال وفخور، وهكذا باقي الآي التي جاءت على النمط.
[4] سورة لقمان الآية: 18.
[5] سورة القلم الآية: 10.
المبحث الثالث: في تقديم المسند
يقدم المسند لأغراض، منها:
1- تخصيصه بالمسند إليه، نحو: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينٌ} [1]، {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [2]، {لَا فِيهَا غَوْلٌ} 3،

[1] دينكم مقصور على الاتصاف بلكم لا يتصف بلي وديني مقصور على الاتصاف بلي، فهو من قصر الصفة على الموصوف "سورة الكافرون".
[2] ملك السموات مقصور على الاتصاف بالله "سورة المائدة".
[3] أي: إن عدم الغول مقصور على الاتصاف بفي خمور الجنة لا يتجاوزه إلى الاتصاف بفي خمور الدنيا، وإن اعتبر النفي في جانب المسند، فالمعنى أن الغول مقصور على عدم الحصول في خمور الجنة لا يتجاوزه إلى عدم الحصول في خمور الدنيا فهو قصر غير حقيقي.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست