responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب المؤلف : الفارسي، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 430
(أولئك أصحابُ النَّارِ همْ فيها خالدونَ)، ويجوز أيضاً أن يكون قوله: لأنت البيتُ على جهة التعظيم، وأجرى عليه اسم الجنس، لهذا، كما تقول: أنت الرجلُ، تريدُ به الكمالَ والجلدَ، فكذلك يكون المرادُ بالبيت، ألا ترى أنَّهم قد يقولون: له بيتٌ وشرفٌ.
فإذا كان كذلك، جازَ أن يكون أكرمُ أهله في موضع حالٍ، ممَّا في البيت من معنى الفعل، كما أنَّ علماً من قولك: أنت الرجلُ علماً وفهماً، ينتصبُ عمَّا في الرجلِ من معنى الكمال، وكما أنَّ جارةً في قوله:
يا جارةً ما أنتِ جارهْ
ينتصبُ عمَّا في ما أنتِ من معنى التَّعظيم، كأنه قال: كملتَ في حالِ علمكَ وبذِّكَ غيركَ.
فإن قلت: فهل يجوز أن يكون البيتُ بدلاً من أنتَ، ويكون أكرمُ في موضعِ خبر المبتدأ، كأنه قال، إذا أبدلَ البيتَ من أنتَ: أنت أكرمُ أهلَه، أو البيتُ أكرمُ أهله.
فإنَّ قياسَ قول سيبويه عندي، ألاَّ يجوز هذا، ألا ترى أنه لم يجزْ في قولهم: بيَ المسكينِ كان الأمرُ بدلَ المسكينِ من الياء، وإنَّما لم يجز ذلك، لأنَّ البدلَ إنما يذكرُ لضربٍ من التبيين، فإذا لم يفدْ ذلك لم يستجزْ، والمتكلِّمُ في غاية التَّخصيص والتَّبيين، فلم يحتج لذلك فيه إلى بدلٍ، وإذا كان كذلك فالمخاطبُ في هذا كالمتكلِّم.

اسم الکتاب : كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب المؤلف : الفارسي، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست