اسم الکتاب : كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب المؤلف : الفارسي، أبو علي الجزء : 1 صفحة : 349
ومثلُ ذلك:
وليلٍ فيه تحسبُ كلَّ نجمٍ ... بدا لك من خصاصةِ طيلسانِ
يعني من فرجةٍ، فلا يتبيَّنُ تبيُّنه ولا ساترَ بينهما، ومثل ذلك في المعنى ما أنشده أحمد بن يحيى:
كأنَّ الثُّريَّا منخلٌ فوقَ ظلَّةٍ ... تراقبها عيني ولستُ بنائمِ
يريدُ: لا يرى منها إلاّ كما يرى ما بعد المنخلِ من ثقبه، فكأنّ بينه وبين السماءِ ستراً، ومثل ذلك في المعنى قولُ الشَّمَّاخ، إلاّ أنه في صفة الفجر، وابتداءِ ظهورِ ضياء الشَّمس:
إلى أن يشقَّ الصُّبح فيه كأنّه ... قميصٌ بدا من خلِّ ساجٍ مفرَّجِ
وقال ابن مقبل:
أجبتُ بني عيلانَ والخوضُ دونهمْ ... بأضبطَ جهمِ الوجهِ مختلفِ الشَّجرِ
التقدير: أجبتهم بجوابِ أضبطَ، ألا ترى أنّ الأضبطَ لا يكون جواباً، وإنما يكون الجوابُ كلاماً، أو ما قام مقامه.
وقوله: مختلفِ الشَّجرِ التقدير: مختلفِ أنيابِ الشَّجرِ، فأضافَ الأنيابَ إلى
اسم الکتاب : كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب المؤلف : الفارسي، أبو علي الجزء : 1 صفحة : 349