responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنز الكتاب ومنتخب الأدب المؤلف : البونسي    الجزء : 1  صفحة : 366
وردَّ عنْ سَننه اللاَّحبِ الجهاد، ومنعَ خيل أوْلياء الله الجهاد. فسبيلُ هَلَكَتِه - بحمد الله - قدِ انْتُهِجَتْ، وجِدَّةُ
شياطينِهِ قد أُخْلِقَتْ - بحول الله - وأَنْهِجَتْ، وما اشتدَّتْ أزْمَةٌ على منِ اتَّقى الله إلا انْكَشَفتْ
وانفرجتْ، ولا أيْنَعتْ للباطلِ أيْكةٌ إلا اجْتُثَّتْ بيدِ الحقِّ عُرُوقُها بعدَما وشجَتْ. فَسُيوفُ أوْلياء الله تأخُذُ
من أعْدائه فوْقَ ما تدع، ويُفرِّقُ منهم ما كانَ الطُّغيانُ يجْمَعُ، وكتائبُ الإيمانِ دأْباً تَحْصُدُ ما ينْميه
الكُفْرُ ويَزْرَعُ، ودونَكم - أعزَّكم الله - منْ متجدد الوقائع فيهم فتحاً مُبيناً يُشْرقُ لأْلاَؤُه ويَسْطَعُ،
ويروقُ منه المرأى المبْهِجُِ والمسْمَعُ. فُتُوحٌ - بحمد الله - تتبارى، وإقبالٌ سافِرٌ لا يتوارى، وحُجَجٌ
عاليةٌ يُسَلِّمُ لِبُرْهانها الساطعِ منْ يتمارى، وما بين تلك الوقائع التي طحنتهُم رَحَاها، وبين هذه التي
صليَ بحرها منْ أمَّها ونَحاها، إلا عشيةٌ أوْ ضُحاها. فنُفُوسُهم بتقاضاها الإصباح والإمساءُ، ودِماؤُهُم
تُحْقَنُ بإراقَتِها في حقِّها الدِّماءُ، وتروى منها كلَّ يومٍ القُلوبُ الحِرارُ والأسلُ الظِّماءُ، وتُؤدي إلى
الطاعة الضافية فيها الهيْجاءُ، (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ). وإنّما صارَ إليهم الأمير الأجل، ولي العهد، مَكَّن الله ظفره، وخلَّد
في كلِّ صالحة أثره، تحت جناحِ ليلٍ، وفي سَرْعَانِ خيل، وخفَّ معه منَ الأبطال كلُّ ساحبِ ذيلٍ،
وطالِبِ نيل، فادرعوا معه السُّرَى، وخلَّطوا نار الحرب بنار القِرَى، (وسقط العشاء بهم على أسودٍ
شَرَى)، فجادت بأنْفسها أحسابٌ للصيانة تتَبَدَّلُ، وحَرِصوا على الموتِ فَوُهِبَ لهم العُمْرُ الأطول،
واستوى في الذَّبِّ عن الدين المُكره والبطل، وكشفَ الله

اسم الکتاب : كنز الكتاب ومنتخب الأدب المؤلف : البونسي    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست