اسم الکتاب : ما يجوز للشاعر في الضرورة المؤلف : القيرواني، القزاز الجزء : 1 صفحة : 323
فَضَلُّوا ومنه دَمْعُهُ غالِبٌ له ... وآخرُ يُثْنِي عَبْرَةَ العَين بالمَهْلِ
يريد: ومنهم مَنْ دَمْعُهُ غالبٌ له، فحذف مَنْ مع مِنْ، لأن في الكلام دليلاً عليها.
وكذلك قول الآخر:
لو قُلْتَ ما في قَوْمها لم تِيثَمِ
يفضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ
أي مَنْ يَفْضُلُها، فحذف أيضاً مع في على ما ذكرنا.
وقد أجاز هذا أكثرهم في الكلام، ولم يجعله اضطراراً، فأجاز أن يقول الرجلُ: فِينا يقولُ
ذاك، ومِنَّا لا يقولُه، يريد: مَنْ يقولُ ذاك، ومن لا يقوله، ويدل على هذا قوله جلّ وعزّ: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ}، والمعنى: وما منَّا إلا مَنْ له مقام معلومٌ، فحذف مَنْ لَمَّا كان سياق الكلام يدلّ على حذفها.
اسم الکتاب : ما يجوز للشاعر في الضرورة المؤلف : القيرواني، القزاز الجزء : 1 صفحة : 323