اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور الجزء : 1 صفحة : 43
عليه النعم أخلافها، أن يغتنم صبوحه قبل الشروق، ويواصل قائلته بالغبوق، فأما العرب ومن هو في طبقتهم فإنما أثروا الصبوح فرارا من العواذل على الخلاعة، ليسبقوا من يعدلهم قبل أن يغدو عليهم لأن من شأن العواذل أن يبكروا على من يريدون عذله على الشرب في أمسه لأن ذلك وقت صحوة وأفاقة فاستعملوا الاصطباح ليسابقوا عذالهم بمباركة صبوحهم قال عدي بن زيد:
بكر العاذلون في وضح ... الصبح يقولون لي ألا تستفيق
وقال طرفة بن العبد
ولولا ثلاث هن من لذة الفتى ... وجدك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبق العادلات بشربة ... كميت متى ما تعل بالماء تزبد
ولا بن المعتز أرجوزة في مدح الصبوح وتفصيله على الغبوق ناقض فيها نفسه معنى من المعاني أي معنى كان ضرب من البديع يسمى المغايرة وهو يدل على جودة الطبع وصفاء القريحة وغزارة المعاني وتوسع الألفاظ:
لي صاحب أملني ورادا ... في تركي الصبوح ثم عادا
قال ألا تشرب في النهار ... وفي ضياء الصبح والأسحار
إذا وشى بالليل صبح فاتضح ... وذكر الطائر شدوا فصدح
أما ترى البستان كيف تورا ... ونشر المنشور بردا أصفرا
وضحك الورد إلى الشقائق ... واعتنق الزهر اعتناق وامق
قل لي أهذا حسن بالليل ... ويلي مما تشتهي وعولي
بت عندنا حتى إذا الصبح سفر ... كأنه جدول ماء انفجر
قمنا إلى زاد لنا معبد ... وقهوة صراعة للجلد
اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور الجزء : 1 صفحة : 43