responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور    الجزء : 1  صفحة : 42
وخلقها خلق الملول الذي ... ينكث في العهد ولا يصبر
من صبحها النور لا مسائها ... مغاير الأشكال لا تفتر
والظل منها زائل دائما ... شبه خليل السوء إذ يغدر
ويغدي البدر لها كاسفا ... وجرمه من جرمها أصغر
حرورها في القيظ لا تتقى ... ودفؤها في القر مستنزر
ليست بحسناء وما حسن من ... تنبو لحاظ عينه إذ تنظر
لا تملأ العينين من وجهها ... فالشمس مرأى ساقط يحفر
البدر يهدي وهي من شؤمها ... تضل فالخلق بها كفروا
وعمرها يوم وفي ليلة ... تقبر في مالحة تنشر
تبيت في الحماة من خسة ... وتغتدي منها لنا تظهر

الباب الثالث
في الاصطباح ومدحه
وذم شرب الليل وإيقاظ النديم للاصطباح
لما كانت محاسن الأشجار، وما تشتمل عليه من الأزهار، ما يتخللها عن الجداول، والأنهار، إنما تظهر للأبصار بالنهار، وكان في ضيائه أنس القلوب، تنفيس الكروب، وانتشار الحرارة الغريزية في الأبدان، وتنزه العيون في محاسن الألوان، كان الشرب فيه تجاه الرياض المشرقة، وتحت ظلال البساتين المونقة، وعلى حافات البرك والأنهار المتدفقة، ألذ من الشرب في الليل الحائل بين الناظر، وبين إدراك حسن المناظر، إلا أن ذلك مقصور على فصل الربيع تتزين الأرض بأنواع الزخارف ولما تلبسه من خضر المطارف، حتى تبدي لبصرها من أزهارها ما هو أبهى من الجوهر، ويهدي أرجها ما هو أطيب من المسك الأذفر، ففي هذا الفصل خاصة ينبغي لمن ألانت له الدنيا أعطافها، ومهدت له أكتافها، وأدرت

اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست