اسم الکتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن المؤلف : الشرواني، أحمد الجزء : 1 صفحة : 62
عذرك.
حكاية: يروى أنه كان لبعض الملوك شاهين، وكان مولعاً به فطار يوماً ووقع على منزل عجوز فلزمته، فلما رأت منقاره معوجاً، قالت هذا لا يقدر أن يلقط الحب فقصته بالمقص، ثم نظرت إلى مخالبه وطولها، فقالت وأظنه ى يستطيع المشي فقصتها. تحكمت فيه شفقة عليه بزعمها، وأهلكته من حيث أرادت نفعه، ثم إن الملك بذل الجعائل لمن يأتيه بخبره فوجدوه عند العجوز فجاؤوا به إلى الملك، فلما رأى حاله قال أخرجوه، ونادوا عليه هذا جزاء من أوقع نفسه عند من لا يعرف قدره.
حكاية: قيل لما ولي المأمون الخلافة عرضت عليه سيرة أبي بكر رضي الله عنه، وفي آخرها، وكان يأخذ الأموال من وجوهها ويضعها في حقوقها، فقال أمير المؤمنين لا نطيق ذلك، ثم عرضت عليه سيرة عمر رضي الله عنه وفي آخرها وكان يأخذ الأموال من وجوهها ويضعها في حقوقها، فقال أمير المؤمنين لا نطيق ذلك، ثم عرضت عليه سيرة عليّ كرم الله وجهه وفي آخرها وكان يأخذ الأموال من وجوهها ويضعها في حقوقها، فقال أمير المؤمنين لا نطيق ذلك، ثم عرضت عليه سيرة معاوية بن أبي سفيان وفي آخرها، وكان يأخذ الأموال من وجوهها ويضعها كيف شاء قال إن كان فهذا.
حكاية: قيل إن الرشيد جمع أربعة من الأطباء عراقياً ورومانياً وهندياً وسوادياً فقال ليصف كل منكم الدواء الذي لا داء فيه فقال الرومي له الدواء الذي لا داء فيه حب الرشاد الأبيض، وقال الهندي الماء الحار، وقال العراقي الاهليلج الأسود، وكان السوادي أبصرهم برقة المعدة، فقال له ما تقول؟ قال الدواء الذي لا داء فيه أن تقعد على الطعام وأنت تشتهيه وتقوم عنه وأنت تشتهيه. وقال بعض الفضلاء سألت طبيباً فارسياً، فقلت إنا قوم نتغرب فتتغير علينا المياه فصف لنا ما تعالج به، فقال دعوا كل الأدوية وعليكم بالأغذية وما يخرج من الضرع والنحل وعليكم بأكل اللحم وشرب ماء الكرم ودخول الحمام ولبس الكتان.
حكاية: دخل أبو دلامة الشاعر على المهدي يوماً فسلم عليه ثم قعد وأرخى عيونه بالبكاء، فقال له مالك قال ماتت أم دلامة، فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ودخلت له رقة، لما رأى من جزعه، فقال له عظم الله أجرك يا أبا دلامة وأمر
اسم الکتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن المؤلف : الشرواني، أحمد الجزء : 1 صفحة : 62