responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن المؤلف : الشرواني، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 31
فثوبي مثل ثغري مثل نحري ... بياض في بياض في بياض
فقال دعبل في الثوب الأسود:
تبدى في السواد فقلت بدراً ... تجلى في الظلام على العباد
فقلت له عبرت ولم تسلم ... وأشمّت الحسود مع الأعادي
تبارك من كسا خديك ورداً ... مدى اليام دام بلا نفاد
فقال نعم كساني الله حسناً ... ويخلق ما يشاء بلا عناد
فثوبي مثل شعري مثل بختي ... سواد في سوادٍ في سوادِ
فقال أبو نواس في الثوب الأحمر:
تبدى في قميص اللاذ يسعى ... عذولي يلقب بالحبيب
فقلت من التعجب كيف هذا ... لقد أقبلت في زيّ عجيب
أحمرة وجنتيك كستك هذا ... أم أنت صبغته بدم القلوب
فقال الشمس أهدت لي قميصاً ... قريبُ اللونِ من شفقِ الغروب
فثوبي والمدام ولون خدي ... قريبٌ من قريبٍ من قريبِ
فما فرغوا من الأبيات إلا والجارية عندهم، فقالت السلام عليكم، فقالوا وعليك السلام. قالت لا بد من إطلاعي عليكم وعلى ما أنتم عليه وكيف انتهى بكم الحال فأخبروها بالقصة، فقالت والله لقد أجاد أبو نواس، ثم فارقتهم ومضت لشأنها.
حكاية: قال الشعبي وجهني عبد الملك إلى ملك الروم، فلما قدمت إليه ورأى مني جواباً مفحماً. قال لي من أهل بيت الخلافة أنت؟ قلت لا ولكني رجل من العرب فكتب إلى عبد الملك رقعة ودفعها إليّ، فلما قرأها عبد الملك قال أتدري ما فيها قلت لا، قال: فيها العجب لقوم فيهم مثل هذا كيف جعلوا أمورهم إلى عيره ثم قال أتدري ما أراد بهذا؟ قلت لا قال حسدني عليك فأراد أن أقتلك، فقلت إنما كبرت عنده يا أمير المؤمنين لأنه لم يرك فبلغ بعد ذلك ملك الروم ما قاله عبد الملك للشعبي، فقال لله دره ما عدا ما في نفسي.
حكاية: قيل دخلت بثينة على عبد الملك بن مروان، فقال يا بثينة ما أرى فيك شيئاً مما كان يقوله فيك جميل؟ قالت يا أمير المؤمنين إنه كان يرنو لي بعينين ليستا في رأسك. قال فكيف كان في عشقه؟ قالت كان كما قال:
لا والذي تسجد الجباه له ... مالي بما تحت ذيلها خبر

اسم الکتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن المؤلف : الشرواني، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست