responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
من المنظومات المشهورة عند المتأخرين: الجوهر المكنون؛ لأن الأصل المعتمد عليه عند المتأخرين هو: التخليص للقزويني، وهذا الكتاب لخّصَ فيه كتاب السكاكي: مفتاح العلوم، ومفتاح العلوم هذا كاسمه: مفتاح، جمعَ فيه عدّةَ فنون في النحو وفي الصرف وفي الاشتقاق والعروض إلى آخره.
نظر القزويني إلى الجزء المتعلق بعلم البلاغة فلخّصهُ باسمه: التلخيص، فنظمَهُ مَن نظمَه، وشرحَهُ مَن شرحَه، وصار هو العمدة عند المتأخرين، ولكن الذي ينبغي أن يتنبَّهَ له طالب العلم: أن الذي يُذكر في بطون البلاغة ليس هو البلاغة .. علم البلاغة، يعني: حول المصطلحات فقط هذا لا يكون بلاغةً كالنحو، النحو لو حفظَ أن الفاعل مرفوع ثم لا يمارس، أو فهم باب الاشتقاق من أوله إلى آخره والتنازع ثم لا يمارس، نقول: هل هو نحوي؟ لا، هو عنده علم بفنِّ النحو، لكنه ليس نحوياً، لماذا؟ لأنه فاقد للملكة التي بها يكون نحويا، كذلك فن البلاغة.
يعني: لا يظنُّ الظانُّ أن حفظَ معنى الحقيقة والمجاز، أو أن المسند يُحذَف لأغراضٍ وهي كذا وكذا، وأن المسند إليه يكون معرفةً لأغراض ويكون نكرةً لأغراض، أن هذا يكفي؟ لا، بل لا بد من الممارسة.
ولذلك بعضهم قد ينتقد البلاغة عند المتأخرين؛ لأنهم وقفوا مع الألفاظ والمصطلحات دون أن تكون لهم ملكة في هذه الفنون الثلاثة، ولذلك تجدُ من يدعو الآن إلى التشديد في فن البلاغة، يذمُّ ذمّاً شديداً التلخيص وشروح التلخيص، ويَرى أن حفظ المنظومات هذه كالجوهر المكنون أو عقود الجمان؛ يَرى أنها مما لا يعين إلا على بلاغة العجم، يعني: ليست من بلاغة العرب، لماذا؟ لأنهم أدخلوا في الحدود علم البيان والحقيقة والمجاز، أدخلوا الحدود على طريقة المناطقة.
وعليه القرآن أصلاً يُفهمُ بلغة العرب، فإذا وُضعت المصطلحات على قوانين المناطقة أُنتجَ أن هذا ليس بلاغة العرب وإنما هو بلاغة العجم، لكن نقول: يُؤخذُ الحقُّ من هذه الكتب ويُترك معنًى، يعني: لا يكونُ وجود هذه العلل في هذه الكتب التلخيص وشروحها لا يكون هذا سبباً في أن يكون الطالب قد صرَفَ نفسَهُ وغيرَه عن النظر في هذه الكتب، بل ينظر ويحفظ ما يستطيع أن يحفظَهُ، ومع ذلك يمارسُ هذا الفن مع القرآن، يعني: ينظرُ في التفاسير، وخاصّةً ممن اعتنى بتطبيق البلاغة على الآيات، كالكشاف لمن كان أهلاً أن ينظر في هذا الكتاب، أو روح المعاني كالألوسي يجد أن فنّ البلاغة حينئذٍ قد وضع في موضعه، أما مجردُ حفظِ هذا الكتاب نقول: لا يُغني.
الكتاب هذا كما ذكرتُ لكم نظمَهُ عبد الرحمن الأخضري، وهو صاحب السُّلَّم الذي مضى معنا، نظمَهُ في قرابة ثلاثمائة بيت؛ لأنه أخذَ القواعد العامة، تركَ الأمثلة وتركَ الخلاف والردود وكذا، فجاء في قرابة مائتين وثمانية وثمانين بيتا.
أما السيوطي رحمه الله فنظمَهُ في ألفية كاملة، كتاب واحد .. المنظوم واحد وهو التخليص للقزويني، نظمه في ألفية وهي: عقود الجمان:
لخَّصتُ فيها ما حَوى التلخيصُ معْ ... ضمِّ زيادةٍ كأمثالِ اللمعْ

اسم الکتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست