اسم الکتاب : الرحلة الشامية المؤلف : الأمير محمد علي الجزء : 1 صفحة : 86
العين، وهو من أجمل المنتزهات، وماؤه عذب لطيف. وفيها من الآثار المهمّة والعجائب التاريخية قلعة بعلبك الّتي هي من أعجب مباني العالم وأغلب الآثار السورية بعد تدمر. وسيأتي لنا عليها كلام بعد قليل ممّا سنذكره في تاريخ تلكالمدينة.
تاريخ المدينة
أصل مدينة بعلبك غير معروف وقد وجد اِسمها ضمن كتابة قديمة عثر عليها في الآثار الأشورية والمصرية ويؤخذ من هذه الكتابات أنّ المدينة كانت مخصّصة بعبادة الإله بعل، وكان اليونان يقولون أن بعلاً هذا هو نفس إليوس إله الشمس ويفسّرون بعلبك ب (اليوبوليس)، ولما أن جاء الرومان قالوا أن إليوس هو المشتري وكانوا يمثّلونه بشاب أمرد أمامه ثوران وفي يمينه سوط وفي يساره صاعقة وبعض من سنابل القمح وفي عهد الملك أوغيست اعتبرت المدينة مستعمرة رومانية كما يدلّ على ذلك بعض نقود القرن الأوّل الّتي وجدت تحت الجدران، وفي عهد الملك أنطنيوس الصالح من سنة 138 إلى سنة 161 بعد الميلاد شرع في بناء معبد لآلهة اليوبوليس الثلاثة المشتري والزهرة وعطارد،
ولكن لم يتم بناء ذلك المعبد إلّا في عهد (كراكلا) سنة 217، ثمّ بنى بعد ذلك معبد الإله باكيس إله الخمر. ولمّا جاء عهد الإمبراطور قسطنطين الأوّل محيت عبادة الزهرة، وذلك كان من سنة 324 إلى سنة 337. وفي عهد الإمبراطور بتودوز، الّذي كان من سنة 379 إلى سنة 395، هدم بأمر منه المعبد الكبير بعد أن كانت الزلازل قد نالت منه مرادها أيضاً، ثمّ بنى الإمبراطور في موضعه كنيسة. وقد وجد في ضمن الآثار كتابات يذكر فيها بعض أساقفة اليوبوليس. وفي القرن السابع استولى على المدينة بطل المسلمين أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، بعد أن دارت حرب بينه وبين بطريق يسمّى هربيس، أرسله هرقل
اسم الکتاب : الرحلة الشامية المؤلف : الأمير محمد علي الجزء : 1 صفحة : 86